×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

ومثال هذا في الاستعاذة: قـول المرأة التي جـاءت النبي صلى الله عليه وسلم ليخطبهـا فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: «لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ». ثم انصرف عنها. فقيل لها: إنَّ هذا النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت: أَنَا كُنْتُ أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ ([1]).

وأما التحريم من جهة الطلب: فيكون تارة لأنه دعاء لغير الله، مثل ما يفعله السَّحرة من مخاطبة الكواكب وعبادتها ونحو ذلك، فإنه قد يقتضي عقب ذلك أنواع من القضاء، إذا لـم يعارضه معارض من دعاء أهل الإيمان أو عبادتهم، أو غير ذلك، ولهذا تنفذ هذه الأمور في أزمان فترة الرسل، وفي بلاد الكفر والنفاق ما لا تنفذ في دار الإسلام وزمانه.

ومن هذا أني أعرف رجالاً يستغيثون ببعض الأحياء في شدائد تنزل بهم فيفرّج عنهم.

وربما يعاينون أمورًا، وذلك الحي المستغاث به لم يشعر بذلك، ولا علم له به البتة.

وفيهم من يدعو على أقوام أو يتوجه في إيذائهم، فيرى بعض الأحياء، أو بعض الأموات يحول بينه وبين إيذاء أولئك.

وربما رآه ضاربًا له بالسيف، وإن كان الحائل لا شعور له بذلك.

وإنما ذلك من فعل الله سبحانه وتعالى بسبب يكون بين المقصود وبين الرجل الدافع، من اتِّباع له، وطاعته فيما يأمره من طاعة الله ونحو ذلك، فهذا قريب.

****


الشرح

([1]أخرجه: البخاري رقم (5637)، ومسلم رقم (2007).