×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

فالأول: إعانة الله، والثاني: عبادة الله، والثالث: جمع له بين العبادة والإعانة، كما قال تعالى: [الفاتحة: 5].

**** 

قوله: «وأما التحريم من جهة الطلب فيكون تارة؛ لأنه دعاء لغير الله...» هذا كما سبق أنه قد يستجاب للمشركين حين يدعون غير الله استدراجًا لهم، كالذين يدعونه في البحر اضطرارًا، فإنهم يُخلصون الدعاء لله سبحانه في تلك الحالة، وكـذلك الذين يدعون الكواكب والأصنام وهي جمادات، ليست أولياء، ومع هذا يستجاب لهم أحيانًا، فلا يعني إجابة دعائهم أنها لأجل الأولياء أو الموتى الصالحين الذين استشفعوا بهم، أو الأصنام وإنما لأجل فتنة الداعي واستدراجه - نعوذ بالله من ذلك - ولذلك تَقِلُّ هذه الأمور عند بعثة الرسل، وتتعاظم وتكثر عند الفترة من بعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام.

وقول الشيخ: «إني أعرف رجالاً يستغيثون ببعض...» إلخ، هذا مثال يضربه الشيخ رحمه الله في أنَّ أناسًا يدعون غير الله من الأحياء، فيستجاب لهم، فليس هذا دليلاً على صحة ما هم عليه، وإنما هو قضاء وقدر، أو استدراج لهم كما سبق.

فالحاصل: قد تكون الشياطين تخدمهم وتساعدهم، وتلبي لهم مطلوبهم، وإن كان المدعو لا يعلم بذلك.

قوله: «وربما رآه ضاربًا له بالسيف...» أي: أنَّ هذه الأعمال شيطانية لا حقيقة لها، فإذا كان قد حصل هذا الحائل مع رجـل صالح، أو مع عبد مؤمن دفع الله عنه، ولم يقع عليه السيف،


الشرح