×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

وعُلم بذلك أن ما دون هذا أيضًا من الإجابات إنما فعلها هو وحده لا شريك له، وإن كانت تجري بأسباب محرمة أو مباحة.

كما أنَّ خلقه للسماوات والأرض، والرياح والسحاب وغير ذلك من الأجسام العظيمة، دلّ على وحدانيته، وأنه خالق كل شيء، وأنَّ ما دون هذا بأن يكون خلقًا له أولى، إذ هو منفعل عن مخلوقاته العظيمة، فخالق السبب التام خالق للمسبَّب لا محالة.

**** 

قوله: «ومن رحمة الله تعالى أنَّ الدعاء المتضمن شركًا كدعاء غيره أن يفعل...» هذا وجه آخـر يبيّن أنَّ حصول المقصود بالدعاء الشِّركي لا يكون إلاّ في الأمور الحقيرة، وأما الأمور الجليلة فلا يحصِّلها العبد بالدّعاء الشِّركي، كإنزال المطر، وشفاء المريض، والإنقاذ من المهالك وغير ذلك، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوۡ أَتَتۡكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٤٠بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ، يعني: إذا وقعوا في حالة الضرورة نسوا ما كانوا يدعونه من دون الله، وذكروا الله سبحانه وتعالى وأخلصوا له الدعاء، فاستجاب الله لهم في هذه الحالة، فهذا حجة عليهم، فإنَّ الذي يُنجي من المكاره هو الذي يجب أن يُدعى في حالة الرخاء وفي حالة الشدة.

قوله: «وقال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ » هذا من الاحتجاج على المشركين في بطلان شركهم أنَّ الذي يدعون لا ينفعهم ولا ينقذهم عند الشدائد، فإنَّ الذي ينفع ويضر هو الله،


الشرح