وتعجز الأصنام، وتعجز المعبودات كلها أن تنجيهم
مما هم فيه، فدلَّ على أنَّ المستحق للعبادة والدعاء في حالة الرخاء وحالة الشدة
هو الله.
قوله: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ
وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ﴾ هذه الأمور الثلاثة لا تقوم
بها الأصنام والمعبودات، وإنما الذي يقدر عليها هو الله سبحانه وتعالى فإذا كانت
هذه الأمور العظام لا تحصل بعبادة الأصنام وزيارة القبور والأضرحة بطل ما كانوا
يعبدون؛ لأن الذي يستحق العبادة هو القادر على هذه الأمور.
وقوله: « ﴿وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ﴾ » يعني: يخلف
بعضكم بعضًا في المال وفي الـمُلك، وفي غير ذلك من الأمور، وهذا أمر لا يفعله إلاّ
الله.
قوله: «» هذا أمر تحدٍّ من
الله، والزعم: هو القول الباطل بل هو أكذب الحديث ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ أي: غير الله
سبحانه وتعالى ﴿فَلَا
يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ﴾ يعني: إذا وقع مرض، أو وباء، أو نوازل مُدْلَهِمَّةٌ، فلا
يكشفها إلاّ الله سبحانه وتعالى.
﴿فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ﴾ يعني: رفعه
بالكلّية ﴿وَلَا
تَحۡوِيلًا﴾ أي: تحويله من شخص إلى شخص آخر، أو من عضو إلى عضو، أو من بلد إلى بلد، لا
ينقله إلا الله سبحانه وتعالى.
ثم قال جل وعلا: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ هذه نزلت في قوم يعبدون عزيرًا والمسيح ومريم، فأخبر الله أنَّ هؤلاء المدعوِّين عِباد لله يدعون الله، فكيف تدعونهم وهم عِباد،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد