وهم فقراء إلى
الله؟! ﴿يَبۡتَغُونَ
إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ يعني: القرب من الله جل وعلا بدعائه وعبادته ﴿أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ
وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ﴾، فإذا كانوا كذلك
وهذه صفاتهم لم يصلح أن يُدعَوْا مع الله سبحانه وتعالى وهم عباد من عباده، ويرجون
رحمته، ويخافون عذابه، ويتقرّبون إليه بالعبادات. وفي هذا رد على الذين يفسرون
اتخاذ الوسيلة بجعل الوسائط من الخلق بينهم وبين الله في قضاء حوائجهم، فإنَّ
الآية بينت أنَّ الوسيلة هي عبادة الله، سميت وسيلة لأنها تقرب من الله تعالى.
قوله: «وقال تعالى: » هذا استفهام إنكار يعني: بل اتخذوا من دون الله شفعاء، بمعنى أنهم يعبدون الملائكة، ويعبدون الأولياء والصالحين، ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، كما قال جل وعلا: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18] فسمّى فعلهم هذا شركًا، ونزّه نفسه عنه، وهم يقولون: هؤلاء شفعاؤُنا، نحن نعلم أنهم لا ينفعون ولا يضرون، وإنما قصدنا أن يكونوا شفعاء لنا، والشفاعة ملك لله، قال تعالى: ﴿قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ﴾ [الزمر: 44] فلا تطلب الشفاعة من هؤلاء، وإنما تُطلب من الله جل وعلا فتقول: اللهم شفِّع فيَّ نبيك، اللهم شفِّع فيَّ عبادك الصالحين، فالشفاعة إنما تطلب من الله، ولا تكون إلاّ بإذنه ورضاه عن المشفوع فيه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد