×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الرابع

 قوله: «فكون هذه المطالب العظيمة لا يستجيب فيها إلاّ هو...» يعني: فكون هذه المطالب لا تحصل إلاّ من الله، ولا تحصل من الأصنام والمعبودات، فهذا دليل على أنَّ العبادة لله، وأنه هو القادر على كل شيء، وأنَّ ما سواه مخلوق فقير إليه، فكيف يُدعى مع الله ويُشرك مع الله في الدعاء؟

قوله: «وعُلم بذلك أنَّ ما دون هذا أيضًا من الإجابات إنما فعلها هو وحده...» يعني: كل الحوائج التي يطلبها المشركون عند معبوداتهم وأصنامهم وأمواتهم، إنما هي من الله، وليست من أولئك المخلوقين؛ لأنهم لا يقدرون عليها، لكنّ الله أجراها عند طلبها منهم لحكمة منه سبحانه وتعالى استدراجًا لهم.

قوله: «كما أن خلقه للسماوات والأرض والرياح والسحاب...» أي: كما أنه سبحانه خلق المخلوقات العظيمة، فهو كذلك خالق لما دونها، كما قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ [الزمر: 62] أما هذه المعبودات من دون الله، فإنها لا تخلق ولا ترزق ولا تملك من الأرض شيئًا، فما دام الأمر كذلك فإنه يجب إخلاص الدعاء لله، وترك دعاء غيره، وترك عبادة ما سواه، وإن كان يـحصل لبعض هـؤلاء شيء من مقـاصدهم، فهذا لا يـدل على صحة ما هم عليه كما سبق.

*****


الشرح