بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
****
الحمدُ لِلَّه ربِّ العَالَمِين، والصَّلاة والسَّلام
على رَسُول الله وعلى آلِه وَأَصْحَابه ومن والاهُ.
أمَّا بعد:
فإنَّ الإِيمَان هو أَحَد مَرَاتِب الدِّيْن؛ لأنَّ دِين
الإِسلام على ثَلاَث مَرَاتِبَ كما جَاء ذلك في حَدِيث سُؤَال جِبْرِيل عليه السلام
للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ حيث سَأَلَه عن الإِسلام، ثمَّ سَأَلَه عن
الإِيمَان، ثمَّ سَأَلَه عن الإحسان، ولمَّا انْتَهَى وَخَرَج قال النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم لأَِصْحَابِه: «أَتَدْرُونَ
مَنِ السَّائِلُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ
دِينَكُمْ» ([1])،
وكان قد أَتَاهُم في صُورَة رَجُلٍ طالبٍ لِلعِلم، فدلَّ هذا الحَدِيث على أن
الدِّين يَتَكَوَّن من ثَلاَث مَرَاتِبَ:
الأُوْلَى: الإِسلام.
الثَّانِيَة:
الإِيمَان.
الثَّالِثَة:
الإِحْسَان.
وكلُّ مَرْتَبَةٍ أَعْلَى من التي قَبْلهَا،
وَالمَقْصُود الآن هي المَرْتَبَة الثَّانِيَةُ وهي الإِيمَان، فَقَوْل الشَّيخ
رحمه الله: «أُصُول الإِيمَان»؛ أي:
أدلَّته؛ لأنّ الأَصْل عند الأُصوليِّين هو الدَّليل، ففي هذا الكتَاب ذكر الشَّيخ
فيه أَدِلَّة الإِيمَان من الأَحَادِيث الوَارِدَة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم.
وَالإِيمَان في اللُّغَة: التَّصديق، يُقَال: آمَن له؛ أي: صدَّقه، وكذا في قوله تعالى: ﴿فََٔامَنَ لَهُۥ لُوطٞۘ﴾ [العَنْكَبُوت: 26]، أي: صدَّقه،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد