×
شرح أصول الإيمان

إثْبَات صِفَتَي السَّمْع وَالبَصَر لِلَّه تعالى

****

وعن أَبَى هُرَيْرَة رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا [النساء:58] إلى قوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا [النساء:58] وَيضَعُ إِبْهَامَيْهِ عَلَى أُذْنَيْهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنيْهِ» ([1]).

****

 البَهَائِم فَبَيْن غَيْرِهَا من باب أَولى، وهذا من عَدْلِه سبحانه وتعالى. وَالحَدِيث فيه صِفَتَان من صِفَات الله:

الأُوْلَى: عِلم الله جل وعلا بِمَا يَجْرِي بين المَخْلُوقَات على اخْتِلاَف أَصْنَافِهَا.

وَالثَّانِيَة: الحُكْم؛ حيث إنَّه جل وعلا يَحْكُم يومَ القِيَامَة بين النَّاس وبين الحَيَوَانَات، فَيَقْضِي بَيْنَهُم ويُنْصِف المَظْلُوم من الظَّالِم.

الأَمَانَات: جَمَع أَمَانَة: وهي كلُّ ما اؤتُمن عَلَيْه من الأَمْوَال وَالأَسْرَارِ وَالأَعْمَالِ المُسْنَدَةِ إلى المُؤتَمَن، وكلُّ المسئوليَّات أَمَانَةٌ، فَلَيْسَت الأَمَانَة خَاصَّةً بالوَدِيعَة كما يَفْهَم بَعْض العَوَّام، بل الأَمَانَة عَامَّةٌ في كلِّ ما يُؤتَمَن عَلَيْه؛ فعلى الإِنْسَان أن يؤدِّي ما استُحْفِظ عَلَيْه إلى من ائْتَمَنَه وألا يَخُون الأَمَانَة؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [الأَنْفَال: 27].

وَقَال: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ [المؤمنون: 8].


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم رقم (63).