دُخُول الجَنَّة وَالنَّجَاةِ من النَّار، ومن
باب أَوْلَى عَدَم تقنيط المُؤْمِن من رَحْمَة الله عز وجل إذا ما رُئِي على
مَعْصِيَةٍ، وإنَّما الوَاجِبُ حَثَّه على التَّوْبَة وَالاِسْتِغْفَارِ
وَتَخْوِيفِه من العَذَاب، وأمَّا الجَزْم بِأَنَّه لَن يَغْفِر له وَالحَلِف على
ذلك، فهذا من باب الإِسَاءَة في حَقِّ الله سبحانه وتعالى، كما أنَّ فيه تقنيطًا
من رَحْمَة الله جل وعلا.
مَع أنَّ هذا القَائِلَ لِهَذِه العِبَارَة كما وَرَدَ
في الحَدِيث إنَّما قالها من باب الغَيْرَة وَالأَمْرِ بِالمَعْرُوف وَالنَّهْيِ
عن المُنْكَر؛ لأَنَّه رَأَى أَخَاه على المَعْصِيَة فَنَهَاه، ولكنَّه أَبَى أن
يَتْرُك المَعْصِيَة، فَعِنْد ذلك غَضِب عَلَيْه وقال: «وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلانٍ»، وَلَكِنَّ الله قال: «مَنْ ذَا الَّذِي يَتأَلَّى عَلَيَّ»
وهذا اسْتِنْكَارٌ منه جل وعلا لِمَا قَالَه.
وقولُه: «يَتَأَلَّى» يعني: يَحْلِف «عَلَيَّ
أَلاَّ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ؟! إنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ»،
لمَّا أَسَاء الأَدَب مع الله وقنَّط من رَحْمَتِه جل وعلا؛ وقد قال جل وعلا: ﴿إِنَّهُۥ لَا
يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يوسف: 87]، فَلَمَّا قنَّط من رَحْمَة الله فإنَّه
أَحْبَط عَمَلَه.
·
فَهَذَا
الحَدِيث فيه مَسَائِل:
ففيه أولاً: بَيَان مَدَى سَعَة رَحْمَة الله عز وجل، وأنَّه يَنْبَغِي لِلعَاصِي أَلاَّ يَقْنَطَ منها، وَلَكِن ليس مَعْنَاه أن يُقِيم على مَعْصِيَتِه، فإذا كان يُرِيد الرَّحْمَة فإنَّه يَتُوب إلى الله عز وجل، ولا يَنْبَغِي له أن يَرْجُو رَحْمَة الله وهو مُقِيمٌ على المَعَاصِي، فهذا أَمْرٌ لا يَجُوز، وهو في هذه الحَالَةِ قد أَمِن من مَكْر الله سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد