بَيَان مَدَى قُرْب الجنَّة والنَّار من العَبْد
****
وَلِلبُخَارِيِّ
عن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قاَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ
ذَلِكَ» ([1]).
****
هذا الحَدِيث في
بَيَان مَدَى قُرْب الجَنَّة من الإِنْسَان وَقَرْب النَّار منه كَذَلِك، وذلك
أنَّه إذا مَات الإِنْسَان وكان صالحًا دَخَل الجَنَّة، وَإِنْ كان غيرَ صَالِحٍ
دَخَل النَّار، وَالمَوْت قَرِيْبٌ من الإِنْسَان، فَرُبَّمَا يكون في لَحْظَةٍ،
فَيَئُول أَمْرُه إمَّا إلى الجَنَّة وإما إلى النَّار في لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ،
فَالجَنَّة قَرِيبَةٌ والنَّار كَذَلِك، فلا يَنْبَغِي لِلعَبْد أنْ يُوسِّع
الأَمَل في هذه الدُّنْيَا فَيَبْسُط النَّفْس فِيهَا وَيَسْتَبْعِد المَوْت
وَمَجِيءَ يوم القِيَامَة.
وفي قِصَّة الرَّجُلَيْن اللَّذَيْن مَرَّا على الصَّنَم
الذي لم يَكُن أَحَدٌ يَجُوزه حَتَّى يُقَرِّب له قُرْبانًا، فقالوا
لأَِحَدِهِمَا:قَرِّبْ، فقال: لا أَمْلِك شيئًا أُقَرِّبُه، فقالوا: قَرِّب ولو
ذُبابًا، فقَرَّب ذُبابًا؛ فخلوا سَبِيلَهُ، فدخل النَّارَ، وقالوا للآخر
كَذَلِكَ، فقال: ما كُنْتُ لأُِقَرِّب لأحدٍ شيئًا دون الله؛ فقتلوه فدخل
الجَنَّةَ ([2]).
وَقَال الشَّيخُ رحمه الله عند هذا الحَدِيث: فِيْه: «قُرْب الجَنَّة والنَّار مِن الإِنْسَان»،
فَأَمْر الجَنَّة والنَّارِ قَرِيْبٌ من الإِنْسَان.
فَيَنْبَغِي عَدَم فَتْح باب طَوْل الأَمَل من خِلاَل اسْتِبْعَاد المَوْت وَمَجِيءِ يوم القِيَامَة، وبالتَّالي التَّمَادِي في الذُّنُوب وَالغَفْلَةُ عن الآخِرَة وَقُدُومُ لَحْظَة المَوْت.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6123).
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد