×
شرح أصول الإيمان

بِالإِسَاءَة، وفي الحَدِيث: «يَا بْنَ آدَم خَيْرِي يَنْزِلُ إلَيْكَ، وَشَرُّكَ يَصْعَدُ إِليَّ، وَأَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ بِالنِّعَمِ، وَتَتَبَغَّضُ إِلَيَّ بِالمَعَاصِي» ([1]).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «يَدْعُونَ لَهُ الْوَلَدَ» هذا من أَشَدِّ الكُفْر، والله جل وعلا ﴿لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤ [الإخلاص: 3- 4]، وهو مُنَزَّهٌ عن الوَلَد؛ لأنَّ الوَلَد جُزْءٌ من أَبِيه؛ قال تَعَالَى: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ [الزُّخرُف: 15]؛ يَعْنِي: نَسَبُوا له الوَلَد؛ وَالوَلَد يُشْبِه أَبَاه؛ لأَنَّه جُزْءٌ منه، والله جل وعلا لا شَبِيه لَه، ولو كان له وَلَدٌ لَصَار شريكًا له في المُلْك، وهو مُنَزَّهٌ كَذَلِك عن الشَّرِيك وَالشِّرْكِ، وَالوَالِدُ يَحْتَاج إلى الوَلَد، وهو ليس بِحَاجَةٍ إلى شَيْءٍ، فَلَه مُلْك السَّمَوَات وَالأَرْض، فليس بِحَاجَةٍ إلى الوَلَد من أَجَل أن يُعِينَه أو يَنْفَعَه، تعالى الله عن ذَلِك، لَكِن مع هذا يَنْسِب المُشْرِكُون له الوَلَدَ فَيُؤْذُونَه سبحانه وتعالى بِذَلِك، وفي هذا بَيَانُ فَضْله بِالإِحْسَان إليهم مع إساءاتهم بِخِلاَف طَبَائِع البَشَر، فلا يُوصَف بِالإِحْسَان إلى المُسِيء مِثْلِه سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])أخرجه: البيهقي في « الشعب » رقم (4589)، وأبو نعيم في « الحلية » (2/377).