وبهيجة، فالذي قَدَر على إحْيَاءِ الأَرْض بعد مَوْتِهَا
قَادِرٌ على أن يُحْيِيَ الأَْمْوَاتَ يومَ الْقِيَامَة.
ثُمّ إن الذي خَلَقَهُم أَوَّل مَرَّة من عَدَم أَلَيْس
قادرًا على أن يُعِيدَهُم مَرَّة ثَانِيَة؛ وَالإِْعَادَة في نَظَرِ الْعُقُولِ
أَهْوَنُ من الْبِدَايَة؛ قال تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ
وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ
وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾
[الروم: 27].
فَاَلَّذِي قَدَر على البُداءة من لا شَيْء لِقَوْلِه
تعالى: ﴿وَقَدۡ
خَلَقۡتُكَ مِن قَبۡلُ وَلَمۡ تَكُ شَيۡٔٗا﴾
[مريم: 9]؛ وقوله: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ
لَمۡ يَكُن شَيۡٔٗا مَّذۡكُورًا﴾
[الإنسان: 1]، فهو قَادِر على الإِْعَادَة من باب أَوْلَى، قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ لَنَا
مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨قُلۡ
يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ ٧٩ٱلَّذِي
جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلۡأَخۡضَرِ نَارٗا فَإِذَآ أَنتُم مِّنۡهُ تُوقِدُونَ
٨٠﴾ [يس: 78- 80].
ثم إن خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ أَعْظَمُ من
خَلَقِ الإِْنْسَان، فالذي قَدَر على خَلْقِ ما هو أَعْظَم قَادِرٌ على خَلَقِ ما
هو دون ذلك من بابِ أَوْلَى، قال تعالى: ﴿لَخَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَكۡبَرُ مِنۡ
خَلۡقِ ٱلنَّاسِ﴾ [غَافِر:
57]، وهذه كُلُّهَا بَرَاهِينُ عَقْلِيَّة على حُصُولِ الْبَعْث، ومع ذلك فَإِن
بَعْضَ الْخَلْقِ يُنْكِر ذلك، وَيُكَذِّب الْخَالِقَ جل وعلا، وما كان لهم أن
يُكَذِّبُوه سبحانه وتعالى !
وأمَّا شَتْمُه لِلَّهِ سبحانه وتعالى وذلك بأنَّ يَنْسُبُوا له الْوَلَد، واللهُ جل وعلا لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يَكُن له كفوًا أَحَد، ولأن الْوَلَدَ يُشْبِه الْوَالد، وهو سبحانه وتعالى لا شَبِيهَ