له، وَالْوَلَدُ كَذَلِك جُزْءٌ من الْوَالِد، وهو
سبحانه وتعالى ما يَنْبَغِي أن يكونَ له جُزْء مَخْلُوق -تعالى الله عن ذلك- وفي
الْقُرْآنِ الْكَرِيم: ﴿وَجَعَلُواْ
لَهُۥ مِنۡ عِبَادِهِۦ جُزۡءًاۚ﴾
[الزُّخرُف: 15]؛ يعني: ولدًا، وَالْوَلَد كما ذَكَرنَا جُزْء من الْوَالِد،
وَالْوَلَدُ بذلك يكون إلهًا مع الله، واللهُ جل وعلا ليس له شَرِيك، فلو كان له
وَلَدٌ لَصَار له شَرِيك، تعالى اللهُ عن ذلك.
والنصارى قالوا: الْمَسِيحُ ابنُ الله، وَالْيَهُود
قالوا: عُزَيْر ابن الله، وَأَهَلُ الْجَاهِلِيَّةِ من مُشْرِكِي الْعَرَب قالوا:
الْمَلاَئِكَةُ بَنَاتُ الله؛ لأَنَّه سُبْحَانَه -بِزَعْمِهِم- تَزَوَّج من
الْجِنّ، قال تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ
بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ﴾
[الصافات: 158]، فَيَنْسِبُون الْبَنَاتِ إلَيْه سبحانه وتعالى، وهم لا يُرِيدُون الْبَنَات
لأَِنْفُسِهِم ! قال تعالى: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ
أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾
[النحل: 62]، تعالى الله عمَّا يَقُولُون.
وقولُه في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس: «فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا» قوله «صَاحِبَةً»، يعني: زَوْجَة؛ لأنّ الْوَلَدَ لا يكونُ إلاَّ من زَوْجَة، واللهُ سُبْحَانَه ليس له صَاحِبَة؛ قال تعالى: ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ﴾ [الأنعام: 101]؛ يعني: ليس له سُبْحَانَه زَوْجَة.
الصفحة 3 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد