×
شرح أصول الإيمان

بَاب الإِْيمَان بِالْقَدْر

****

وَقَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتۡ لَهُم مِّنَّا ٱلۡحُسۡنَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ [الأنبياء:101].

﴿وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا [الأحزاب:38].

﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ [الصافات:96].

﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ [القمر:49].

وفي «صَحِيح مُسْلِم» عن عَبْد الله بن عَمْرٍو بن الْعَاص رضي الله عنهما قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله قَدَّر مَقَادِيرَ الْخَلاَئِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سنة» قال: «وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» ([1]).

****

 قوله رحمه الله: «بَاب الإِْيمَان بِالْقَدْر»: الْقَدَر: هو إحَاطَةُ اللهِ سبحانه وتعالى بِمَقَادِيرِ الأَْشْيَاء، وقضاؤُه سُبْحَانَه ما يَجْرِي بهذا الْكَوْن من الْحَوَادِثِ التي تَقَعُ شيئًا فشيئًا في هذا الْكَوْن، فإنَّه لا يَقَعُ في هذا الْكَوْنِ من شَيْء، أو يَحْصُلُ فيه من شَيْءٍ إلاَّ وقد عَلِمَه اللهُ جَلَّ وَعُلاَ في الأَْزَلِ وقضاه وَقَدَّرَه، لا يَخْرُجُ شَيْءٌ عن قِدْرِه وقضائِه، وَالأَْزَل مَعْنَاه: الزَّمَان الْمَاضِي الذي لا حدَّ ولا بِدَايَةَ له، وَالأَْبَد: هو الزَّمَانُ الْمُسْتَقْبَلُ الذي لا حَدَّ لِنِهَايَتِه، فلا يَجْرِي في هذا الْكَوْنِ شَيْءٌ اعتباطًا أو دون تَقْدِيرٍ وَقَضَاءٍ من اللهِ جل وعلا، ولا يكونُ فيه شَيْءٌ يَخْرُجُ عمَّا قضاه سبحانه وتعالى وَقَدَّرَه في الأَْزَل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2653).