×
شرح أصول الإيمان

وقال إسْحَاقُ بن راهَوَيْهِ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بنُ الْوَلِيد، قال: أَخْبَرَنِي الزُّبَيديُ مُحَمَّدٌ بنُ الْوَلِيد، عن رَاشِدٍ بن سَعْدٍ بنِ عَبْد الرَّحْمَن بن أَبِي قتادة، عن أَبِيه، عن هِشَام بن حَكِيمٍ بن حزَام: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُبْتَدَأُ الأَْعْمَالُ، أَمْ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ مِنْ ظَهْرِهِ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ مِنْ كَفَّيْهِ، قَالَ: هَؤُلاَءِ لِلْجَنَّةِ، وَهَؤُلاَءِ لِلنَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ» ([1]).

****

 قَدَّر اللهُ له أنَّه من أَهْلِ الْجَنَّةِ أنَّه يَتْرُكُ الْعَمَلَ الذي يُسَبِّبُ له دُخُولَ الْجَنَّة، فَلاَبُّد من الْعَمَل، لأنَّ الْجَنَّةَ لا تُدخَلُ إلاَّ بِعَمَلِ الْخَيْر، والنار كَذَلِك لا تُدخَلُ إلاَّ بِعَمَلِ الشَّرّ؛ فلا يَنْبَغِي أن تُعَطَّلَ الأَْعْمَال.

هَذَا الْحَدِيث يَشْهَدُ لِلَّذِي قَبْلَه في أنَّ الْقَضَاءَ وَالْقَدَر حَاصِل، ولكنه لا بدَّ من الْعَمَل، سَوَاء الْعَمَل الذي يُنْجِي من النَّارِ وَيُدْخِلُ الْجَنَّةَ أو الذي يَدْخُل الْجَنَّة.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن أبي عاصم في «السنة» رقم (168)، والطبراني في «الكبير» رقم (434).