×
شرح أصول الإيمان

وعن حُذَيْفَةَ بنِ أُسَيدٍ رضي الله عنه يبلغ به النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَمَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَيُكْتَبَانِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ فَيُكْتَبَانِ، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ، وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ فَلاَ يُزَادُ فِيهَا، وَلاَ يُنْقَصُ» ([1]).

****

 هَذَا الْحَدِيث كَحَدِيث ابن مَسْعُود رضي الله عنه الَّذِي سَلَف قَبْلَه، ففيه أن الْملَكَ يَدْخُل عَلَى الْجَنِينِ في بَطْنِ أُمِّه -واللهُ قَادِرٌ على كلِّ شَيْء- فَيَسْأَلُ رَبَّه مَاذَا يَكْتُب، واللهُ جل وعلا يُخْبِرُه مَاذَا يَكْتُب.

فَفِي هذا الْحَدِيثِ بَيَانُ أنَّه لا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إلاَّ اللهُ جل وعلا، وفيه إثْبَاتُ حَقِيقَةِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَر، وفيه أنَّه لا بدَّ من الْعَمَل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2644).