×
شرح أصول الإيمان

 اتَّخَذَهَا الإِْنْسَان، فلا تُنَافِي في ذلك بَيْنَهُمَا؛ لأَنَّه لا يكون في هذا الْكَوْن شَيْء إلاَّ بِقَضَاء الله وَقَدْرَه.

وقولُه في الْحَدِيثِ «رُقًى نَسْتَرْقِيهَا» رُقى: جَمَع رُقية، وَالْمُرَادُ بها التعويذةُ التي يتعوَّذُ بها الْمَرِيض، وهذه الرُّقي إن كانت من كُتَّابِ اللهِ عز وجل ومن الأَْدْعِيَةِ الْمَشْرُوعَةِ فهي رُقًى شَرْعِيَّةٌ صَحِيحَة، فقد رَقى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ورقي الرُّقَى الشَّرْعِيَّة، وهي صَحِيحَةٌ فِعْلُهَا وَمَضْمُونُهَا؛ لأَنَّهَا من اتِّخَاذِ الأَْسْبَاب.

وَاَللَّهُ جل وعلا جَعَلَ الْقُرْآنَ شفاءً من الأَْمْرَاضِ ومن الشُّكُوكِ وَالأَْوْهَامِ وَالشُّبُهَات، فهو شفاءٌ لِلأَْجْسَامِ وللقلوبِ كما قال تَعَالَى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ [الإِْسْرَاء: 82]، وَقَال: ﴿قُلۡ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدٗى وَشِفَآءٞۚ [فَصَلَّت: 44]، فهو يَشْفِي من الأَْمْرَاضِ وَالأَْسْقَامِ وَيَشْفِي من الشُّبهاتِ وَالشُّكُوكِ وَالْوَسَاوِسِ التي تَكُونُ في الْقُلُوب.

فَإِذَا كانت الرُّقيةُ من الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ومن الأَْدْعِيَةِ الْمَشْرُوعَةِ فإنَّه لا بَأْسَ بها، وأمَّا إن كانت من الشِّركيَّات وعن طَرِيقِ الاِسْتِعَانَةِ بِالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ أو كانت بِأَلْفَاظٍ مَجْهُولَة وبحروفٍ مُقَطَّعَةٍ وطلاسمَ فهي رُقيةٌ شركيةٌ شَيْطَانِيَّةٌ فلا يَجُوزُ الْعَمَلُ بها.

وَقَد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا» ([1])؛ لأَنَّهُم كانوا في الْجَاهِلِيَّةِ يَعْمَلُون الرُّقى الشِّركية، وأمَّا الإسلامُ فقد جَاء بالرُّقى الشَّرعية.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2200).