×
شرح أصول الإيمان

ذكَرُ عِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُور

****

وَثَبَت في بَعْضِ أَحَادِيثِ الْمِعْرَاج ([1]): أنَّه صلى الله عليه وسلم رُفِعَ له البيتُ المعمورُ الذي هو في السَّماءِ السابعةِ. وَقِيل: في السَّادِسَةِ بِمَنْزِلَةِ الكعبةِ في الأَرْض، وهو بِحِيالِ الكعبةِ، حُرمتُه في السَّماءِ كحُرمةِ الكعبةِ في الأرضِ، وإذا هو يَدخلُه كلَّ يومٍ سَبْعُون ألفَ مَلَكٍ ثم لا يَعودون إلَيْه آخرُ ما عَلَيْهِم.

****

سُبْحَانَه بشيءٍ فلا اعْتِرَاض، وَيَجِبُ الاِنْقِيَادُ لَه، واللهُ يُؤْتِي فَضْلَه من يَشَاء، والذي حَمَل إبْلِيسَ على هذا هو الحَسد، فَحَسَد آدَمَ عليه السلام، وَاسْتَكْبَر عن أَمْرِ اللَّه، فَحَصَل عَلَيْه من الْعُقُوبَةِ ما حَصَل.

وَالشَّاهِدُ من الْحَدِيثِ أنَّ الْمَلاَئِكَةَ خُلِقوا من النُّور، فَيُؤَمِّنُ الْمُسْلِمُ بِمَا جَاءَه عن اللهِ عز وجل وعن رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، وقد سَبَق الْقَوْلُ بِأَنَّهُم عِبَادٌ مُكْرَمُون وأنهم أَصْنَافٌ كَثِيرَة.

هَذَا الْحَدِيثُ فيه ذكرُ عِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ عَلَيْهِم الصَّلاَة وَالسَّلاَم، وأنَّ اللهَ جل وعلا جَعَل لهم بيتًا في السَّماءِ كما جَعَل لِبَنِي آدَم بيتًا في الأَرْض، وهذا الْبَيْتُ الذي في السَّمَاءِ بِحِيالِ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَة التي في الأَرْض؛ وذلك لِعِبَادَةِ اللهِ عز وجل، وهذا الْبَيْتُ الذي في السَّماءِ هو الْبَيْتُ الْمَعْمُور، يَزُورُه هذا الْعَدَدُ كلَّ يومٍ من الْمَلاَئِكَةِ ولا يَرْجِعُون إلَيْه، بل يَأْتِي غَيْرُهِم.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3035)، ومسلم رقم (164).