أَهْلِ مَكَّة، فَسَمِع صلى الله عليه وسلم
صوتًا من فَوْقِ رَأْسِه فَرَفَع طَرْفَه إلى السَّمَاء، فإذا هو جِبْرِيلُ بينَ
السَّماءِ وَالأَْرْضِ له سِتُّمِائَة جُنَاح ([1])؛
قال تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ ٢٣وَمَا هُوَ
عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ ٢٤﴾
[التَّكْوِير: 23- 24]؛ ما هذا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ﴿بِضَنِينٖ﴾ [التكوير: 24] على الْغَيْب؛ أَي: ما هو بمُتَّهم على
الأَْخْبَار التي يُخبِرُ بها عن اللهِ سبحانه وتعالى، بل هو صَادِقٌ عليه الصلاة
والسلام.
﴿وَمَا هُوَ
بِقَوۡلِ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٖ﴾
[التكوير: 25] هذا الْقُرْآنُ ليس من قَوْلِ الشَّيَاطِين، لأنَّ الشَّيَاطِينَ لا
تَقرب الْوَحْي، لأَنَّه يَحرقها، وهي لا تُطيقُ ذَلِك.
قَال تَعَالَى: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ﴾ [الشعراء: 210] يَعْنِي: بِالْقُرْآن ﴿وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ﴾ [الشعراء: 211] أَي: لا يَلْق بِهِم ﴿إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ﴾ [الشعراء: 212] يَعْنِي: عن الْوَحْي فهم مبعَدون يُرجمون بالشُّهب، فلا يَسْتَطِيعُون أن يَقْرُبوا من الْوَحْي ﴿وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٖ ٢٥فَأَيۡنَ تَذۡهَبُونَ ٢٦﴾ [التكوير: 25- 26] ليس لَكُم طَرِيق لِتَكْذِيبِ هذا الرَّسُولِ وهذا الْقُرْآنُ بعد هذه الأَْوْصَاف الْعَظِيمَة، وهذا السَّنَدُ الْمُتَّصِلُ إلى اللهِ جل وعلا، فَالسَّنَدُ إنَّما هو عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن جِبْرِيلَ عليه السلام عن اللهِ تبارك وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4576)، ومسلم رقم (174).
الصفحة 6 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد