×
شرح أصول الإيمان

وقال مُجَاهِد: «ما من عبدٍ إلاَّ وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِحِفْظِه في نَوْمِه وَيَقَظَتِه من الْجِنِّ وَالإِْنْسِ والهوامِّ، فَمَا منها شَيْءٌ يَأْتِيه يُرِيدُه إلاَّ قال لَه: وَرَاءَك، إلاَّ شَيْء يَأْذَنُ اللهُ تعالى فيه فَيُصِيبُه»..

ومنهم الْمُوَكَّلُون بِحِفْظِ أَعْمَالِ الْعِبَاد، كما قال تَعَالَى: ﴿إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ١٧مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١٨ [ق: 17- 18]. وقال تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ [الانفطار: 10- 11].

****

وهؤلاء الْمَلاَئِكَةُ يَحْفَظُون الإِْنْسَانَ من الْجِنِّ وَالْهَوَامِّ وَالدَّوَابِّ وَالسِّبَاع وَالأَْخْطَار، إلاَّ ما قِدْرِه اللهُ تعالى لِلْعَبْدِ مِمَّا يُصِيبُه، فإنَّه يُصِيبُه بِتَقْدِيرِ اللهِ تعالى له وَبِأَمْرِه.

ومن هَؤُلاَءِ الْمَلاَئِكَةِ: الحَفَظةُ، كما قال تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢ [الانفطار: 10- 12]، فهؤلاء هُم الْحَفَظَةُ، يَحْفَظُون أَعْمَالَ بَنِي آدَم، وما من أَحَدٍ من النَّاسِ إلاَّ وَمَلَك عن يَمِينِه وَمَلَكٌ عن شِمَالِه، ولهذا قال تَعَالَى: ﴿إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ١٧مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١٨ [ق: 17- 18]، هَؤُلاَء هُم الْحَفَظَةُ الَّذِين يَحْفَظُون الأَْعْمَالَ وَيَكْتُبُونَهَا، وقال تَعَالَى: ﴿أَمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ [الزُّخرُف: 80]، قولُه تَعَالَى: ﴿وَرُسُلُنَا أَي: الْحَفَظَة.


الشرح