تَوْقِيرُ الْمَلاَئِكَةِ لِطَالِبِ الْعِلْم
****
وفي
«الْمُسْنَد» و«السُّنن» حَدِيث: «إنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا
لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصنَعُ» ([1])، وَالأَْحَادِيثُ
في ذِكْرِهِم رضي الله عنهم كَثِيرَةٌ جدًّا.
****
وهذا
كَالْحَدِيثِ الذي قَبْلَه، فيه أنَّ الْمَلاَئِكَةَ تُوقِّرُ وَتُحْتَرِمُ طالبَ
العلمِ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لَتضَعُ
أَجْنِحَتَهَا» احترامًا لِطَالِبِ الْعِلْم، وهذا يدلُّ على شَرَفِ طَلَبِ
الْعِلْمِ الشَّرْعِيّ، فَيَنْبَغِي لِلنَّاسِ احْتِرَامُ طَالِبِ الْعِلْم كما
تحترمُه مَلاَئِكَةُ الرَّحمنِ وتتواضعُ لَه.
وَلَكِن كثيرًا من النَّاسِ -مع الأَْسَف- ينتقِصون
طَلَبَةَ الْعِلْمِ و الْعُلَمَاء، ويَحُطُّون من قَدْرِهم ويصفونَهم بالتغفيلِ
وَعدمِ فِقْهِ الْوَاقِع وأنَّه ليس لهم هَمٌّ إلاَّ دِرَاسَة الْحَيْضِ
والنِّفاس، فَيَسْخَرُون منهم ومن الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة، وهذا دَيْدَنُ
بَعْضِ النَّاسِ مع طَلَبَةِ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءِ وهو الاحتقارُ
وَالاِزْدِرَاءُ من الْعُلَمَاءِ، بل يُتَجَاوَزُ إلى احْتِقَارِ أَحْكَامِ
الْعِلْمِ فيسمُّونها الْحَيْضَ والنِّفاسَ ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلاَ بِاَللَّه.
فَمِثْلُ هذا وَنَحْوه إنَّما هو رِدَّةٌ عن دِينِ
الإسلام، فَكُلُّ من يَحْتَقِرُ الْعِلْمَ الذي أَنْزَلَه اللهُ إنَّما هو مرتدٌّ
عن دِينِ اللَّه.
فَالأَْمْرُ جَدُّ خَطِير، فليس الأَمْرُ مجرَّدُ كَلاَمٍ وانتهى، وإنَّما هذا الْكَلاَمُ وَنَحْوُه يَرْجِعُ على قَائِلِه بِالْخَسَارَةِ ولا يَضرُّ طَلَبَةَ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاءِ بل يَزِيدُهُم رِفْعَةً عند اللهِ سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد