مُّفۡرَطُونَ﴾
[النحل: 62]، فهؤلاءِ لا يرضَون الْبَنَاتِ لأَِنْفُسِهِم ويترفَّعون عنها وَيَنْسُبُونَهَا
لِلَّهِ عز وجل، وهذا تَنقُّصٌ له عز وجل.
وَالشَّاهِدُ من هذا كُلِّه هو قَوْلُ بَعْضِ مُشْرِكِي
الْعَرَب في الْمَلاَئِكَة. بأنَّهم بَنَاتُ اللَّه، تعالى اللهُ عن ذلك عُلوًّا
كبيرًا!
وهناك صِنْفٌ آخَرٌ من مُشْرِكِي الْعَرَبِ يَعْبُدُون الْمَلاَئِكَةَ وَيَدْعُونَهُم من دونِ اللهِ عز وجل ويَغْلُون فِيهِم؛ قال تعالى في وَصَفِ هَؤُلاَءِ وَعَاقِبَةِ أَمَرِهم: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٤٠قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ٤١﴾ [سبأ: 40- 41] فعبادتهم ليس عِبَادَة لِلْمَلاَئِكَة وإنَّما هي عِبَادَة لِلشَّيَاطِين؛ لأنّ الشَّيَاطِين هُم الَّذِين أَمَرُوهُم بِذَلِك، أَمَرُوهُم أن يَعْبُدُوا الْمَلاَئِكَة، وَالْمَلاَئِكَة تَتَبَرَّأ منهم، وإنَّما يَعْبُدُوا الشَّيَاطِين ولهذا قال تعالى على لِسَانِهِم: ﴿أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ﴾ [سبأ: 41].
الصفحة 4 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد