وأمَّا مُشْرِكُو الْعَرَبِ فَإِنَّهُم
يَقُولُون بأنَّ الْمَلاَئِكَةَ إنَّما هُم بَنَاتُ اللَّه! وأنَّه سُبْحَانَه تزوَّج
من الْجِنِّ -تعالى الله عمّا يَقُولُون- فَوَلَدَت له الْبَنَاتُ وهم
الْمَلاَئِكَة؛ قال تَعَالَى: ﴿وَجَعَلُواْ بَيۡنَهُۥ وَبَيۡنَ ٱلۡجِنَّةِ نَسَبٗاۚ﴾ [الصافات: 158].
وَقَال تَعَالَى: ﴿وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ
إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسَۡٔلُونَ﴾ [الزُّخرُف: 19].
وَقَال: ﴿أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنَٰثًاۚ إِنَّكُمۡ لَتَقُولُونَ قَوۡلًا عَظِيمٗا﴾ [الإسراء: 40].
وَقَال: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَٰتِ سُبۡحَٰنَهُۥ وَلَهُم
مَّا يَشۡتَهُونَ﴾ [النحل:
57]، يَعْنِي: لهم الذُّكور.
وَقَال: ﴿أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِينَ ١٥٣مَا لَكُمۡ كَيۡفَ
تَحۡكُمُونَ ١٥٤أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ١٥٥أَمۡ لَكُمۡ سُلۡطَٰنٞ مُّبِينٞ ١٥٦فَأۡتُواْ
بِكِتَٰبِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١٥٧﴾
[الصافات: 153- 157]، فهم يَصِفُون الْمَلاَئِكَة بِأَنَّهُم بَنَات.
قَال تَعَالَى: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَٰتِ سُبۡحَٰنَهُۥ وَلَهُم مَّا يَشۡتَهُونَ ٥٧وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ ٥٨يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٥٩﴾ [النحل: 57- 59]، فهؤلاء يَكْرَهُون الْبَنَات، فَمِنْهُم من يُبقِيها على ذلَّةٍ وَاحْتِقَارٍ ويظلمُها، ومنهم من يَدْفِنُهَا حيَّة، وهي الْمَوْءُودَة ولهذا قال تَعَالَى: ﴿أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ﴾ يَعْنِي: يُبْقِيهَا حيَّةً مُهانةً ﴿أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ﴾ يَعْنِي: يَدْفِنُهَا وهي حيَّة ﴿أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾ إلى قولِه تَعَالَى: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم