×
شرح أصول الإيمان

وعن أَبِي الدَّرْدَاء رضي الله عنه مرفوعًا: «مَا أَحلَّ اللهُ في كِتَابِه فَهوَ حَلاَلٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنْه فَهوَ عَافِيَةٌ، فَاقْبَلُوا مِنَ اللهِ عافِيَتَهُ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ لِيَنْسَى شَيْئًا».

ثم تَلاَ: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا [مريم:64]. رَوَاه الْبَزَّار وَابْن أَبِي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ ([1]).

****

وهذا كما في الْحَدِيثِ الصَّحِيح: «إن الْحَلاَلَ بيِّن، وَإِنَّ الْحَرَامَ بيِّنٌ وَبَيْنهمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ من النَّاس» ([2])، وهذا الْحَدِيثُ كَذَلِك، فِيْه: أنَّ ما أَحَلَّه اللهُ فهو الْحَلاَل، وما حَرَّمَه فهو الْحَرَام، وما سَكَتَ عَنْه فهو عَفْوٌ؛ لأنَّ اللهَ لم يَسْكُتْ عَنْه نسيانًا، وإنَّما سَكَت عَنْه لأَنَّه عَفَا عَنْه رَحْمَةً بِعِبَادِه.

فَالْوَاجِبُ من الإِْنْسَانِ أن يَقْبَلَ من اللهِ عَافِيَتَه وَيُحِلُّ الْحَلاَلَ وَيُحْرِّمُ الْحَرَام، وما سَكَت عَنْه فهو معفوٌّ عَنْه، فلا يَسْأَلُ عَنْه؛ لأنَّ الْحَلاَلَ بيِّنٌ وَالْحَرَامَ بَيِّن، وفي الرُّجُوعِ إلى كتابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِه يَتَبَيَّن منهمَا الْحَلاَلُ وَالْحَرَام.


الشرح

([1])  أخرجه: البزار رقم (4087)، والدارقطني رقم (12)، والحاكم رقم (3419).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).