×
شرح أصول الإيمان

 يَسِيرُ في طَرِيقٍ وَاحِدٍ لا بدَّ أنَّه سيستريح، ومن أَرَاد السَّيْرَ في طَرَقٍ كَثِيرَةٍ فإنَّه لا يَدْرِي في أيِّ طَرِيقٍ يكونُ الصَّوَاب، وستلتبِسُ عَلَيْه الطَّرِيقُ وبالتالي سيضيعُ بين هذه الطُّرُق، فَمن رَحْمَةِ اللهِ وَفَضْلِه على خَلْقِه أن وَحَّدَ لهم الطَّرِيق فَقَال: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ [الأنعام: 153]، فَمَن انْحَرَف عن الصِّرَاطِ هَلَك في هذه السُّبُلِ وَالطُّرُقِ المليئةِ بِالْمَقَالاَت، وَالْمَذَاهِبِ والمتاهات؛ وَلأَِجْلِ تلاشِي هذه الانحرافات -رحمةً بِالْخَلْق- جَعَلَ اللهُ لهم الْقُرْآنَ وَالسَّنَة، فإذا ما اشْتَبَهَت الأُْمُورُ وَالْمَذَاهِبُ عَلَيْهِم رَجَعُوا إليهما؛ ولهذا قال سُبْحَانَه: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59].


الشرح