وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾
[الحشر: 7]، فَالْمُرَادُ من قولِه تَعَالَى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ﴾
[الحشر: 7] أَي: من الأَْوَامِرِ ومن الأَْمْوَالِ أيضًا؛ لأنَّ سَبَبَ نُزُولِ
الآْيَةِ كان في الفَيْء، فَمَا آتَاكُم الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم من الْمَالِ
فَخُذُوه. وَقَوْله: ﴿وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7] عَن الْمَعَاصِي وَالْمُخَالَفَات.
فَسَبَبُ نُزُولِ الآْيَةِ في الْفَيْءِ وَلَكِنَّ
لَفْظَهَا عامّ، وَالْعِبْرَةُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لا بِخُصُوصِ السَّبب. هَكَذَا
الأَْصْلُ عند الْعُلَمَاء؛ أَي: فَمَا آتَاكُم الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم من
الأَْمْوَالِ ومن الأَْوَامِرِ فَاقْبَلُوه، وما نَهَاكُم عَنْه من
الْمُخَالَفَاتِ فَيَجِبُ عَلَيْكُم اجْتِنَابُه.
وفي هذه الآْيَةِ إثْبَاتُ الْعَمَلِ بالسُّنةِ
النَّبَوِيَّة، وفيها ردٌّ على الْقَائِلِين بِأَنَّه لا يَنْبَغِي الأَْخْذُ
إلاَّ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيم، واللهُ جل وعلا ردَّ عَلَيْهِم بِهَذِه الآْيَةِ
بِقَوْلِه: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ﴾
[الحشر: 7] والسُّنة مِمَّا آتَانَا الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
فَهَذِه الآْيَةُ تُعْتَبَرُ أصلاً لكلِّ ما جَاءَت به السُّنة ممَّا يَرد له ذكرٌ في الْقُرْآنِ الْكَرِيم، وعلى هذا الدَّربِ وَالطَّرِيقِ الْوَاضِحِ من جَاء بعد الصَّحَابَةِ من أَئِمَّةِ الْعِلْمِ والدِّين.
الصفحة 8 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد