ولهما
([1]) عَنْه مرفوعًا:
«لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُوُنَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ
وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
****
وقولُه صلى الله عليه وسلم:
«وأنْ يَكرهَ أن يَعُودَ في الْكُفْر...»
إلَخ؛ لأنَّ اللهَ يَكره الكُفرَ والشَّركَ وَالْمَعَاصِي، فلا يَجِدُ المرءُ طعمَ
الإِْيمَان إلاَّ بعد أن يُبغِضَ هذه الأَْشْيَاء، ولا يَكْفِي منه أن يتجنَّبها
فَقَط بل لا بدَّ أن يُبْغِضَهَا بِقَلْبِه؛ لأنَّ بُغضَ هذه الأَْشْيَاء لا يكونُ
إلاَّ عند من وَجد حَلاَوَةَ الإِْيمَان.
وَالشَّاهِدُ في الْحَدِيثِ قولُه صلى الله عليه وسلم: «أنْ يكون اللهُ وَرَسُولُه أحبَّ إلَيْه
مِمَّا سِوَاهُمَا» وهذا فيه محبَّةُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وأنها
تَأْتِي بعد محبَّةِ اللهِ تعالى مُبَاشَرَة، وأنها مقدَّمةٌ على كلِّ شَيْء.
وهذا فيه أنَّ الإِْيمَانَ لا يتحقَّقُ إلاَّ إذا كان الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم أحبَّ إلى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ من ولدِه، وأحبَّ إلَيْه من والدِه ومن جَمِيعِ النَّاس، فإذا كان المرءُ كَذَلِك فإنَّه يكون قد قدَّم علامةً على صِدقِ محبَّتِه للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم أكثرَ من محبَّتِه لوَلدِه ووالدِه وَالنَّاسِ أَجْمَعِين، هذه هي الْعَلاَمَةُ ومنها تَقْدِيمُ ما أَمرَ به الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم وما نَهَى عَنْه على ما يُمكن أن يَأْمُرَ به الْوَالِد وَالْوَلَد، أو ما يُمْكِنُ أن يَأْمُرَ به النَّاس، فَيَتْرُك جَمِيعَ ما يُمْكِن أن يَأْمُرُوا به وَيَأْخُذ ما نَهَى عَنْه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، هذه عَلاَمَةُ محبَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم كما يُفهمُ ذلك من الْحَدِيث.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (44).
الصفحة 3 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد