×
شرح أصول الإيمان

ومعنى قوْلِه صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» أي: إنَّ لِهَؤُلاَء الْغُرَبَاء الْفَرَحَ وَالْخَيْرَ وقُرَّةَ الْعَيْن، أَوْ نِعْمَ مَا لَهُمْ، كما في قوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمۡ وَحُسۡنُ مَ‍َٔابٖ [الرعد: 29].

وَقِيل: «طُوبَى»: شَجَرَةٌ في الْجَنَّة يَسِير الرَّاكِب في ظِلِّهَا مِائَة عامٍ، تَخْرُج منها حُلَل أَهْل الجنَّة. وَقِيل: الجنَّة تُسمَّى طُوبى فَتَكُون هذه لِلْغُرَبَاء في آخِر الزَّمان، فلهم الْجَنَّة عِوَضًا عمَّا فَاتَهُم في الدُّنيا من الرَّاحَة والتَّلذُّذِ بِالْعَيْش، فيُعوِّضهم الله نعيمًا لا يَنْفَد.

فَهَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ يدلُّ على هذه الأُْمُورِ الْعَظِيمَةِ، وفيه الحَثُّ على التَّمسُّك بِالإِْسْلاَم مَهْمَا وَصَل المسلمَ من الأَْذَى والمَضايقات، فمن أَرَاد الأَْجْر لِيَكُون من أَهْل طُوبَى؛ فَلْيَصْبِر على ما هو عليه من الدِّين الصَّحِيحِ ومن الحقِّ.


الشرح