ومعنى قوْلِه صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» أي: إنَّ لِهَؤُلاَء الْغُرَبَاء الْفَرَحَ
وَالْخَيْرَ وقُرَّةَ الْعَيْن، أَوْ نِعْمَ مَا لَهُمْ، كما في قوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمۡ وَحُسۡنُ مََٔابٖ﴾ [الرعد: 29].
وَقِيل: «طُوبَى»:
شَجَرَةٌ في الْجَنَّة يَسِير الرَّاكِب في ظِلِّهَا مِائَة عامٍ، تَخْرُج منها حُلَل
أَهْل الجنَّة. وَقِيل: الجنَّة تُسمَّى طُوبى فَتَكُون هذه لِلْغُرَبَاء في آخِر
الزَّمان، فلهم الْجَنَّة عِوَضًا عمَّا فَاتَهُم في الدُّنيا من الرَّاحَة
والتَّلذُّذِ بِالْعَيْش، فيُعوِّضهم الله نعيمًا لا يَنْفَد.
فَهَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ يدلُّ على هذه الأُْمُورِ الْعَظِيمَةِ، وفيه الحَثُّ على التَّمسُّك بِالإِْسْلاَم مَهْمَا وَصَل المسلمَ من الأَْذَى والمَضايقات، فمن أَرَاد الأَْجْر لِيَكُون من أَهْل طُوبَى؛ فَلْيَصْبِر على ما هو عليه من الدِّين الصَّحِيحِ ومن الحقِّ.
الصفحة 5 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد