أَصْل عُلُوم الدِّين ثَلاَث
****
وعن
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: «العِلْمُ ثَلاَثٌ: آيةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ
فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ، وَمَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ». رَوَاه
الدَّارمِيُّ وأَبُو دَاوُدَ ([1]).
****
وأمَّا الذين اخْتَلَفُوا من بعد ما جَاءَتْهُم
الْبَيِّنَات فقد توعَّدهم الله بأنَّ لهم عذابًا عظيمًا، كما قال سُبْحَانَه: ﴿وَلَا
تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ
وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ﴾
[آل عمران: 105] يعني: أَهْل الْكِتَاب، وَسَبَب تفرُّقهم وَتَرْكِهِم
لِلْبَيِّنَات أَنَّهُم اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم، فَالْوَاجِب هو اتِّبَاع
الْهُدَى وَعَدَمُ اتِّباع الْهَوَى، قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا
نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ﴾
[ص:26].
وَلَهَذَا يَنْبَغِي التَّمسُّك بِالْهُدَى وهو
الْكِتَاب والسُّنَّةُ، فَفِيهِمَا البيِّنات التي أَنْزَلَهَا الله عَلَيْنَا،
فلا عُذر لَنَا وَالْكِتَاب والسُّنةُ بين أَيْدِينَا، فلا يَنْبَغِي أن نَخْتَلِف
وَنَتَّبِعَ أهواءنا وأقوالَ النَّاس وَالْقَادَةَ وَالأَْئِمَّةَ من أَهْل
الضَّلاَل، وَنَتْرُكَ حَبْل الله الْمَتِينَ الذي أُمِرْنا بالتَّمسُّك به؛ لقوله
تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا﴾
[آل عمران: 103].
قوله صلى الله عليه وسلم: «العِلْمُ ثَلاَثٌ» أي: أَصْل عُلُوم الدِّين وَمَسَائِلُ الشَّرْع التي تُهِمُّ الْمُسْلِم في دِينِه ودُنياه.
الصفحة 1 / 339
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد