×
شرح أصول الإيمان

ولو شَاء لمَلَك الدُّنيا بِأَسْرِهَا، ولكِنَّه عليه الصلاة والسلام إنَّما أَرَاد الآْخِرَة وما عند الله عز وجل.

وقَوْلُه: «وَإِنَّ الأَْنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا» قَوْلُه: «دينارًا» يعني: من الذَّهَب، و«درهمًا» من الْفِضَّة، فَلَم يُورِّثوا فِضَّةً ولا ذَهَبًا.

وقَوْلُه: «وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» يعني: من أَخَذ من مِيرَاث النُّبُوَّة فَإِنَّمَا أَخَذ الْكَثِير الذي لا يَعْلَم كَثْرَتُه إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى.

وَرُوِيَ: «أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مَرَّ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يَتَبَايَعُونَ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: مَا أَعْجَزَكُم! قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: ذَلِكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَسَّمُ وَأَنْتُمْ هَاهُنَا لاَ تَذْهَبُونَ فَتَأْخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ! قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجُوا سِرَاعًا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، قَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ فَدَخَلْنَا فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقَسَّمُ! فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: أمَّا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟ قَالُوا: بَلَى رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلاَلَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: وَيْحَكُمْ فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: الطبراني في « الأوسط » رقم (1429).