×
شرح أصول الإيمان

صِفَة كَلاَم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم

****

وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ كَلاَمُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصْلاً يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ» ([1]).

وَقَالَتْ: «كَانَ يُحَدِّثُنَا حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ» ([2]).

وَقَالَتْ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كسَرْدِكُمْ» ([3]). رَوَى أَبُو دَاوُدَ بَعْضَه.

****

 قَوْلُهَا: «فَصْلاً يَفْهَمُه كُلُّ مَنْ يَسْمَعُهُ» أَي: كان كَلاَمُه صلى الله عليه وسلم بَيِّنًا وَاضِحًا، لِكَوْنِه مأمورًا بِالْبَلاَغِ الْمُبِينِ، وهذا كما قال تَعَالَى: ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلٞ فَصۡلٞ [الطارق: 13]، أَي: بَيْن الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، فهو وَاضِحٌ ليس فيه غُمُوضٌ ولا الْتِبَاسٌ، هكذا كان كَلاَم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، فَلَم يَكُن يَتَكَلَّف الأَْلْفَاظَ الْغَرِيبَةَ، وإنَّما يَخْتَار الأَْلْفَاظ التي يَفْهَمُهَا السَّامِعُون من الْعَوَامِّ وَالْمُتَعَلِّمِين، وهذا هو الْمَقْصُود إفْهَام السَّامِعِين، بِاخْتِيَار الأَْلْفَاظ الْوَاضِحَةِ الْبَيِّنَةِ في خُطْبَة الْجُمُعَة وَالْمُحَاضَرَات ِوَمُحَادَثَةِ النَّاس، مع الاِبْتِعَاد عن الأَْلْفَاظ التي لا يَفْهَمُهَا إلاَّ الْقَلِيل من النَّاس.

ففي هذا الْحَدِيث الْحَثُّ على اخْتِيَار الأَْلْفَاظ وَالأَْسَالِيبِ التي يَفْهَمُهَا الْمُخَاطَبُون.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4839)، والترمذي رقم (3639). وأحمد رقم (25077).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3374)، ومسلم رقم (2493).

([3])أخرجه: البخاري رقم (3375)، ومسلم رقم (2493).