لأن الدِّين مَبْنِيٌّ على العِلم الذِي جاءَ من عندِ اللهِ ورسُوله، ولا
تتّبع أَهْواء الناسِ، وآرَاء الناسِ، وما استحسَنُوه، وما تتَابعوا عليه، وهو ليس
له أصلٌ في كِتاب الله أو سنَّة رسُوله صلى الله عليه وسلم، كما قالَ عليه الصلاة
والسلام: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا
هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) فالذي يُريد أن
يكُونَ عَمله صالحًا مفيدًا فعليه بأمرَيْنِ:
الأمر الأول: إخلاصُ دِينه للهِ من الشِّرْك.
الأمر الثاني: اتِّباعه سنَّة رسُول الله صلى الله عليه وسلم،
وإخلاصُه من البِدَع والمُحْدَثات.
وسيَجِد الإنسَان مُخالفاتٍ في العَقيدة، مخالفاتٍ في العِبادات كَثِيرة،
الناسُ لهم أهواءٌ ولهم رَغْبَات ولهم آراءٌ ولهم طُرُق، فنحن لا نتَّبع الناسَ،
بل نَعْرِض ما عليه الناسُ على الكِتاب والسنةِ، فما وافقَ الكتابَ والسنةَ فهو
حَقّ، وما خالفَهما فهو باطلٌ.
قوله: «فلا تتبع شيئًا بهَوَاكَ»: لا تتبع شيئًا بهَوَاكَ ورَغْبَتك، ولكن يكُون هَوَاك ورَغْبَتُك تابعَيْنِ لما جاءَ عن الله ورسُوله صلى الله عليه وسلم، فلا تَهْوَى إلا ما جاءَ عن الله ورسُوله، ولا تَرْغَب إلا ما جاءَ عن الله ورسُوله، هذا هو سَبيلُ النجَاة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2550)، ومسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد