إذا اتَّبَعْتَ هَوَاكَ صِرْتَ من الذِين اتبعُوا أهواءَهم، ولم يتَّبعوا
الوَحْيَ المُنزَّل، قالَ تعالى: ﴿فَإِن
لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ
وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [القصص: 50].
وقالَ تعالى: ﴿فَٱحۡكُم
بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ
مِنَ ٱلۡحَقِّۚ﴾ [المائدة: 48].
قالَ تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ
عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ
لَا يَعۡلَمُونَ ١٨إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡٔٗاۚ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ
بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۖ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ١٩﴾ [الجاثية: 18- 19].
فأنت بين أمرَيْنِ: إما أن تَتَّبعَ الدِّين الصحيحَ، وإما أن تتَّبع
الهَوَى - لا ثالثَ لهما -.
قوله: «فَتَمْرُق من الدينِ فَتَخْرُج
من الإسلاَم» من اتَّبع هَوَاهُ فإنه يَمْرُق من الدِّين، ولو على المَدَى
البَعِيد، أَوَّل شيءٍ يتساهَل في المُخالفة والهَوَى، ثم يتعاظَم اتِّباع الهَوَى
إلى أن يخرجَ من الدِّين، فيَصِير دِينُه هَوَاهُ، كما قالَ جل وعلا: ﴿أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ
إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ
وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ﴾ [الجاثية: 23]
فالهَوَى إلهٌ آخرُ.
وليس الشِّرْك مَقصورًا على عِبادة الصَّنَم أو الوَثَن، بل هناك شيءٌ آخرُ
وهو الهَوَى، فقد لا يَعْبُد الإنسانُ الأصنامَ، والأشجارَ، والأحجارَ، ولا
يَعْبُد القُبور، لكن يَتَّبع هَوَاهُ، فهذا عبدٌ لهَوَاهُ، فعلى الإنسَان أن
يَحْذَر، ولا يَتَّبع إلا ما وافقَ الكِتاب والسنَّة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد