فتكون النتيجَة كما
أقرُّوا على أنفسِهم من الحَيْرَة والاضطرَاب، وعدم الوصُول إلى نتيجةٍ، كما قال
أحدُهم:
وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا **** إِلاَّ
أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُوا
قال فلانٌ وقال فلانٌ، وإن قالَ كذا فالجوابُ كذا.
قوله: «ربنا أوَّل بلا مَتى، وآخِر بلا
مُنتهَى» الله جل وعلا أوَّل بلا بِدايةٍ، وآخِر بلا نهايةٍ، قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ
وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: 3] أسماءٌ
متقابلةٌ، الأول يُقابله الآخِر، الظاهِر يُقابله الباطِن، وقد فَسَّر النَّبي صلى
الله عليه وسلم هذه الآيَة في قوله: «أَنْتَ
الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ
شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ
فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ» ([1]) هذا تفسيرُ الرسولِ
صلى الله عليه وسلم، ثم يَأتي من يُفسِّر غير تَفسير الرسُول ويَقول: الظاهِر يعني
ظَهَرَ للعُقول وظَهَرَ بالبَرَاهِين، وليس مَعناه أنه فوقَ المَخلوقات أو أنّه
عالٍ على العَرْش...!
فهذا باطلٌ، مُخالف لتفسيرِ الرسُولِ صلى الله عليه وسلم، أَعْلَمُ الناسِ
باللهِ هو رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقد فَسَّر هذه الآيَة بتفسيرٍ واضِح،
بأن «الأَْوَّلُ» هو الذِي ليس
قَبْلَه شيءٌ: «أوَّل بلا بدايةٍ»، و«الآْخِرُ» هو الذِي ليس بعدَه شيءٌ: «آخِر بلا نهايةٍ».
و«الظَّاهِرُ» الذي ليس فَوْقه شيءٌ، فَوق مَخلوقاتِه ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 18]، ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ﴾ [الأنعام: 61] له فَوْقيَّة الذاتِ، وفَوْقِية القَدْر، وفَوْقِية القَهْر سبحانه وتعالى، «وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2713).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد