ولذلك هذا الكَوْن الهَائِل يُسَيِّره سُبحانه بقُدْرَته وإرادَته
وصَنْعَته، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ
أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا﴾ [فاطر: 41]، سيَّر
الأفلاكَ، وسيَّر الشمسَ والقمَر، على هذا الحِساب الدقيقِ الذي لا يَختلف، ولا
يُخطِئ، هذا من الذِي نظَّمه هذا التنظِيمَ؟ هو الله جل وعلا.
القمَر، والنجُوم، مُنظمة سَائرة كما هي، إلى أن يَشاء الله نِهاية هذه
الدُّنيا، والانتقَال إلى الآخِرة، الذي نظَّمها حَكيم عليمٌ سبحانه وتعالى.
فلو تأمَّلت في هذا الكَوْن لأدركتَ عَظَمة الله سبحانه وتعالى، النَّاس
لما يَرَوْن آلةً دقيقةً يتعجَّبون من هذه الصِّناعة، وهذا الصانِع، وهي قطعةٌ
صَغيرة، فكيف بالكَوْن كله الذي لا يتخلَّف، من الذي يُمِدّه، ومن الذي يَصُونه؟
من الذي يصونُ هذا الكَوْن كله ولا يتغيّر، ولا يتخلَّف، ولا يقصرُ فيه شيءٌ؟ هو
الله جل وعلا.
هذه المَخلوقات الصغِيرة منها والكَبيرة؛ من الذِي يَجْلب لها الأرزاقَ؟
مَخلوقات هَائلة؛ من الذِي أَوْجَد لها الرِّزْق كل بحَسب حَاله؟ هو الله جل وعلا.
فالواجبُ أن نسلِّم لما جاءَ عن اللهِ لأنه أَعْلَم بنفسِه، ونسلِّم لما
جاءَ عن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لأن الرسُول أعلَم الخَلْق بربِّه سُبحانه
وتعالى، ولا نَعْتَرض، ولا نتدخَّل بقَوْلنا وأَفْكَارنا.
فلا مُنافاةَ بَيْن كَوْنه «يَعْلَم
السرَّ وأَخْفَى»، و«هو على عَرْشه
استوَى».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد