التي دونَ الشِّرك، هؤلاء
هم الخَوَارِج، سُمُّوا خوارجَ لأنهم خَرَجُوا عن المَشْرُوع، وخرجوا على وَلِيِّ
الأمرِ، وشقُّوا عصا الطَّاعة.
هؤلاء يَنفون الشفاعةَ، ويَقولون: من دخلَ النَّار لا يَخْرج منها،
ويَسْتَدلون بقوله تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ
ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ
مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا
هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 167]، نقول: هذه في الكُفّار، فالكفار لا
يَخرجون من النَّار، وأما الشفاعَة المَقصودة هنا فهي في أهلِ الإيمانِ من أصحابِ
الكَبَائِر، وهي ثابتةٌ.
والله جل وعلا يقول: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي
يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255] دلَّ على أنه
إذا أُذِن يَشفع أحدٌ عِنده، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَكَم
مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيًۡٔا إِلَّا مِنۢ
بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ﴾ [النجم: 26] هذهِ
فيها شَرْطَا الشفاعةِ.
يَأذن اللهُ: هذا الشرطُ الأوَّل.
ويَرْضَى: هذا الشرطُ الثاني - يَرْضَى عن المَشْفوع فيه، وهو لا يَرْضَى إلا عن
المُؤمِن، أما الكَافر فلا يَرْضى عنه -.
فالمُخالفون لأهلِ السنّة في الشفاعَة على طَرفَيْ نَقيضٍ:
* مِنهم مَن أنكرَ الشفاعةَ، وهم الخوارجُ، والمعتزلةُ، الذين يُكفِّرون
بالكَبائر التي دونَ الشِّرْك.
* والطرفُ الثاني: من يَغلو في إثباتِ الشفاعةِ، وهم المُتَصَوِّفة
والقُبُورِيّة، الذين يَعْتَمِدون على الشفاعةِ، ويَلْجَؤُون إلى القُبور،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد