ويَسْتَغِيثون بالأمواتِ،
يَطْلبون منهم الشفاعةَ، كما قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ
مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18] يعبدونَهم من أجلِ أن يَشفعوا لهم عندَ
الله.
أما الوَسطُ: فهم أهلُ السنَّة والجَماعة، لم يَنْفوا الشفاعة
مطلقًا، ولم يُثبِتوها مطلقًا، بل أَثْبَتوها بالشرطينِ الوَارِدين في الكتابِ
والسنّة. هذا حاصلُ البَحث في الشفاعةِ.
وقوله: «المُذنبين
الخاطِئين» يعني تكون الشَّفاعة للمُؤمنين المُذنِبين، الَّذين لم يَصِلوا إلى
حَدِّ الكُفْر.
«وعَلى الصِّرَاط» أي: ويَشفع النبيُّ
صلى الله عليه وسلم للمُؤمنين حالَ مُرورهم على الصراطِ، ويَشفع لمَن دَخل النارَ
بإخراجِهم منها إذا كَان من أَهْل التَّوْحيد، فيَشفع على الصراطِ إذا مَرَّ
الناسُ عليه، وهو الجِسْر المَنْصُوب على مَتْن جَهَنَّم، يَمُرّ النَّاس عليه على
قَدْر أعمالِهم، فمنهم من يَمُرّ كلَمْحِ البَصَر، ومنهم من يَمُرّ كالبَرْق،
ومنهم من يَمُرّ كالرِّيح، ومنهم من يَمُرّ كالفَرَس الجَوَاد، ومنهم من يَمُرّ
كرِكاب الإبلِ، ومنهم من يَعدو عدوًا، ومنهم من يَمشي مشيًا، ومنهم من يَزحف
زحفًا، ومن يُخطَف ويُلقَى في جهنَّمَ.
كل الخلائقِ تَمُرّ على هذا الجِسْر، المُؤمنون والكُفار، ولا يُنْجِيهم
إلا أَعمالهم، قال تعالى: ﴿وَإِن
مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ﴾ [مريم: 71] يَعني على الصراط ﴿وَإِن
مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ثُمَّ
نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا ٧٢﴾ [مريم: 71- 72]،
فلا يَنجو إلا أهلُ التقوَى،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد