وفي القُرآن: ﴿لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ
أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ
مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ﴾ [البقرة: 177].
وفي قَوله تَعالى: ﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ
بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ
وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن
رُّسُلِهِۦۚ﴾ [البقرة: 285]، ﴿قُولُوٓاْ
ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ
وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ
وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ
أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [البقرة: 136].
فيجبُ الإيمانُ بالمَلائكة كُلهم من سَمَّى اللهُ مِنهم ومن لم يُسَمِّ،
والمَلائكة: جمعُ مَلَكٍ، وهم عالَمٌ من عالَم الغَيْب، خلقَهم اللهُ من النُّور،
وأما الجِنُّ فاللهُ خلقَهم من النارِ، وأما الإنسُ فإنَّ خَلْقَهم من طينٍ ثم من
ماءٍ مَهينٍ، كما ذكرَ الله سبحانه وتعالى ذلك.
فالإيمانُ بالمَلائكة كُلّهم من سَمَّى اللهُ مِنهم ومن لم يُسَمِّ نُؤمن
بهم جميعًا، أما من يُؤمِن ببعضِهم ويَكْفر ببعضِهم فهو كافرٌ بالجميعِ، قالَ
تعالى: ﴿قُلۡ مَن كَانَ عَدُوّٗا
لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٗا
لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ ٩٧مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ
وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ
٩٨﴾ [البقرة: 97- 98].
فالَّذي يَكْفر بمَلَكٍ واحدٍ من المَلائكة كافرٌ بجَميع المَلاَئكة،
كاليهودِ الَّذين يقُولون: جِبريل عدوٌّ لنا، لو كانَ الذِي نزلَ على مُحَمَّدٍ
غَير جِبريل لأَطَعْنَاهُ، لكن نَزَلَ عليه جِبريل وهو عَدُوُّنا فلا نُؤمِن به،