فأنزلَ اللهُ هَذه الآيةَ:
﴿قُلۡ مَن كَانَ عَدُوّٗا
لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٗا
لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 97] ([1]) ليس هو مِن جِبريل،
إنما هُو من اللهِ جل وعلا، وجِبريل إنما هو رَسُولٌ من اللهِ مُوَكَّل بالوَحْيِ.
ومن الطَّوَائِف الضَّالَّة المُنْتَسِبة للإسلامِ مَن يَقُول: إن جِبريل
خَانَ الأمانةَ، لأنَّ الرِّسالةَ كَانت لعليٍّ ولكن جِبريل خانَ الأمانةَ
وأدَّاها لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ! قال شاعرُهم:
خَانَ الأَمِينُ فَصَدَّهَا عَنْ حَيْدَرٍ
يَعني: عن عليٍّ رضي الله عنه.
قال المؤلِّف: «ونؤمِن
بالرُّسُل والأنبيَاء».
والنبيُّ: من أُوحِي إليه بشَرْعٍ، ولم يُؤمَر بتبليغِه.
والرسولُ: من أُوحِي إليه بشَرْعٍ وأُمِر بتبليغِه.
والفرقُ بين النبيِّ والرسُول: أن الرسُول يُبعَث بشريعةٍ مُنزَّلة عليه، بخِلاف النبيِّ فإنه يُبعَث بشريعةٍ مُنزَّلة على مَن قَبْلَه من الرُّسُل، كأنبياءِ بَنِي إسرائيلَ فإنهم بُعِثوا برسالةِ مُوسَى عليه السلام بالتَّوْرَاة: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُواْ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيۡهِ شُهَدَآءَۚ﴾ [المائدة: 44] فهم يَحْكُمون بالتَّوْرَاة الَّتي أُنْزِلت على مُوسى عليه السلام، ولم يَأْتُوا بشريعةٍ مُستقِلَّة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4210).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد