ومنهم من هو مُخطِئ مَغفور
له، وكُلهم صَحابةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولا نَدخل فيما جَرى بينهم.
تأمل هذه الآية: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ﴾ يعني بعد المُهاجرين والأنصَار ﴿يَقُولُونَ
رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ
وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ
رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].
ولهذا يقُول شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيةَ رحمه الله في ذلك: «مِن أصولِ أَهل السنّة والجَماعة: سَلامة
قُلوبهم وألسنَتهم لصَحابة رسُول الله صلى الله عليه وسلم ».
سَلامة قُلوبهم: فلا يُبغضون أحدًا منهم، وسَلامة ألسنَتهم: فلا يتكلَّمون
في حَق أحدٍ منهم ولا يتنقَّصونه، والنَّبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ في الحَديث
الصَّحيح: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي،
فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا
بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]).
«لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي» ثم يأتي متخلِّف
عقلٍ مهتزُ الإيمانِ وفيه هوًى ويتكلَّم في صَحابة الرسُول صلى الله عليه وسلم !
وهذا لو كانَ من الفِرَق الضالَّة لم نَسْتَكْثِر عليه، لكن المُشكِلة أنه يَنتسبُ إلى أَهل السنَّة والجَماعة، ويقُول: هذا من التَّحقيق التاريخِيّ! وهل أنت مُكلَّفٌ بالتَّحقيق التاريخِيّ؟! تدخُل في شيءٍ لا تَدري عنه، ويترتَّب عليه خُطورة وتشكِّك الناسَ في صَحابة رسُول الله، وتُوغِر قلوبَ الناسِ على صَحابة رسُول الله صلى الله عليه وسلم ! الواجبُ: الإمساكُ عمَّا شَجَرَ بينهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3470)، ومسلم رقم (2541).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد