قوله: لقَول رسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا» ([1])، وأَصْرَحُ منه
قولُه صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا
أَصْحَابِي» هذا نهيٌ عن سبِّ أحدٍ من الصحَابة، فالواجبُ أننَا نترحَّم
عليهم، وأن نستغفرَ لهم عملاً بقَوله تعَالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ
سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10]، وأن نكُفّ ألسنتَنا وأقلامَنا عن الكَلام
في صَحابة الرسُول صلى الله عليه وسلم، وأن نُدافع عنهم، ونَرُد على من يتنقَّص
أحدًا من الصحَابة، ونُبطل قولَه، لأنه مُخالف للعَقيدة الصحِيحة، عَقيدة أهلِ
السنَّة والجَماعة.
وشيخُ الإسلاَم في «الوَاسِطِيّة»
يقول: «ما نُقِل عنهم إما أنه غَير صحيحٍ
فهو من الكَذِب والدَّسِّ، والصحيحُ منه صَاحبه مجتهدٌ، والمُجتهد إن أصابَ فله
أجرَان وإن أخطأَ فله أجرٌ واحدٌ، وأيضًا لهم من الفَضائل ما يَغْمُر ويُغطِّي ما
يحصُل من بَعضهم من الخَطأ».
الرسُول صلى الله عليه وسلم قال في حَاطِب بن أبي بَلْتَعَة رضي الله عنه لما اجتهدَ وكتبَ لأهلِ مكَّة، وقال عُمر رضي الله عنه: دَعْنِي، يَا رَسُولَ اللهِ أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْرِي يَا عُمَرُ، لَعَلَّ اللَّهَ عز وجل اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» ([2])، وكان هذا الصحابيُّ ممن شَهدوا بدرًا.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (1427)، والحارث في «مسنده» رقم (742).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد