﴿ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡۚ لَا
ظُلۡمَ ٱلۡيَوۡمَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ﴾ [غافر: 17]، ﴿وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ
حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف: 49]، ﴿وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ
وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ﴾ [النحل: 118]، «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ
عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا» ([1]) فاللهُ جل وعلا
حَكَمٌ عَدلٌ، لا يليق به الظُّلْمُ.
قوله: «وإِنَّما يظلم مَن يَأْخُذُ ما
ليسَ له، واللهُ له الخَلْقُ والأَمْرُ» الظُّلْمُ: هو أَخْذُ حقَّ النَّاس،
وهل النَّاسُ لهم حقٌّ على الله؟ ليس لهم حقٌّ على الله، ولا أَحدٌ يُوجِبُ على
الله شيئًا، وإِنَّما حقُّ العباد على اللهِ أَنْ لا يُعذِّبَ من لا يُشْرِكْ به
شيئًا، هذا حقُّ تَفَضَّلَ به سبحانه.
والظُّلْمُ: هو وَضْعُ الشَّيءِ في غير موضعِه. فاللهُ لا يَضَعُ
العذابَ فيمن يستحقُّ النَّعيم، ولا يَضَعُ النَّعيمَ فيمن يستحقُّ العذابَ، بل
يَضَعُ النَّعيمَ فيمن يستحقُّه، ويَضَعُ العذابَ فيمن يستحقُّه. هذا هو العدلُ،
أَمَّا العكسُ فهو الظُّلْمُ، لو عذَّب أَهْلَ الإِيْمانِ، وأَكْرمَ أَهْلَ
الكُفْرِ؛ يكون هذا هو الظُّلْمُ، واللهُ مُنَزَّهٌ عن ذلك، لا يمكن أَنْ يُعذِّبَ
أَهْلَ الإِيْمان، وأَنْ يُكرِمَ أَهْلَ الكُفْرِ، وأَنْ يُدْخِلَ الكُفَّارَ
الجَنَّةَ، وأَنْ يُدْخِلَ المؤمنين النَّارَ هذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى.
قوله: «واللهُ له الخَلْقُ والأَمْرُ، والخلقُ خلقُه، والدَّارُ دارُه» قال الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ﴾ [الأعراف: 54]، ﴿ٱلۡخَلۡقُ﴾ وهو إِيْجادُ الأَشْياءِ من عدمٍ. فكلُّ المخلوقاتِ خَلَقَها اللهُ جل وعلا، لا أَحدٌ يخلق مع الله،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد