قوله: «فَاتَّهِمْه عَلَى الإِسْلام؛
فإِنَّه رجلٌ رديءُ المذهب والقولِ» قائِلُ هذا إِمَّا أَنْ يكونَ من الخوارج،
وإِمَّا أَنْ يكونَ من الجَهْمِيَّةِ والمعتزلةِ، وإِمَّا أَنْ يكونَ من
الصُّوفيَّة الذين يزعمون أَنَّهم ليسوا بحاجةٍ إِلى الأَحاديث، لأَنَّهم وصلوا
إِلى الله، ويأخذون عن الله مباشرةً، ويقولون: أنتم تأخذون دِيْنَكم من ميِّتٍ عن
ميِّتٍ، ونحن نأخذ عن الحيِّ الذي لا يموت.
قوله: «ولا يطعن على رَسُولِ الله صلى
الله عليه وسلم ولا على أَصْحابِه رضي الله عنهم » لا يطعن على رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم لأَنَّه معصومٌ من الله جل وعلا، فالذي يتَّهم الرَّسُولَ أَوْ
يطعنُ فيه، وأَنَّه عنده هوى، وأَنَّه يَحِيْفُ، وأَنَّه يظلمُ ونحوُ ذلك؛ فهذا
كافرٌ باللهِ عز وجل.
كذلك الذي يطعن في الصَّحابة رضي الله عنهم، صحابةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، لأَنَّ اللهَ رضي عنهم ومَدَحَهم، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رضي عنهم ومَدَحَهم، وأَثْنَى عليهم وهُمْ خيرُ القُرون، قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي...» ([1]) وقال عليه الصلاة والسلام: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([2]) قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18] تحت الشَّجرة شجرةُ البَيْعَةِ في الحُدَيْبِيَّةِ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2508)، ومسلم رقم (2435).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد