وإِمَّا في هلاكها،
بأَفْعالِك التي تفعلها باختيارِك وإِرادتِك، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو؛ فَمُعْتِقٌ
نَفْسَهُ أَوْ مُوبِقُهَا» ([1]).
قوله: «ونهى الرَّبُّ جلَّ تعالى
الأَنْبِيَاءَ عن الكلام في القَدَر» نهى اللهُ الخلقَ الأَنْبياءَ وغيرَهم عن
الكلام في القدر، والأَنْبياءُ ما ذُكِرَ عنهم أَنَّهم اعترضوا على القدر أَبدًا؛
لأَنَّهم يعلمون عظمةَ اللهِ جل وعلا وحِكْمَتَه، ويستسلمون ويتأَدَّبون مع الله
جل وعلا، ولا يسأَلون عن شيءٍ ليس لهم فيه مصلحةٌ ولا منفعةٌ، فالأَنْبياءُ لم
يسأَلوا عنه، وكذلك لم يسأَلْ عنه أَتْباعُ الأَنْبياءِ أَبدًا.
إِنَّما كان الأَنْبياءُ وأَتْباعُهم يتَّجهون إِلى العمل، ويعنون به، وما
كانوا يسأَلون عن القضاءِ والقدرِ، إِلاَّ من باب الاعتقادِ والإِيْمانِ به.
والإِيْمانُ بالقضاءِ والقدرِ يُرِيْحُك من الشُّكوك والأَوْهامِ
والأَحْزانِ، قال صلى الله عليه وسلم: «وَاعْلَمْ
أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ
لِيُصِيبَكَ» ([2]) «فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ لَكانَ كَذَا
وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ» ([3]).
قوله: «ونهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القدرِ، وكَرِهَهُ أَصْحابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم وكَرِهَهُ التَّابعون، وكَرِهَهُ العلماءُ وأَهْلَ الوَرِع» لمَّا ظهرتْ القَدَرِيَّةُ في أَواخرِ عَصْرِ الصَّحابة أَنْكَرَ الصَّحابةُ عليهم غايةَ الإِنْكار، وحذَّروا منهم، وبيَّنوا أَنَّ العبدَ عليه أَنْ يؤمنَ بأَنَّ ما أَصابهُ لم يكنْ ليُخْطِئَه،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (223).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد