×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الأول

والصَّلواتُ اسْتَقَرَّتْ على خمسِ صلواتٍ في اليوم واللَّيلةِ، قال صلى الله عليه وسلم لمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلى اليَمَنْ قال له: «فَلْيَكُنْ أَوَّلُ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِنْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ...» ([1]) وقد فُرِضَتْ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعلى أُمَّتِه ليلةَ المِعْراج فوق السَّموات، ممَّا يدلُّ على أَهميَّتِها.

أَوَّلُ ما فُرِضَتْ خمسون في اليوم واللَّيلة، ثم إِنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رَاجَعَ ربَّه في التَّخْفيف حتى جَعَلَها اللهُ خمسًا في العمل، وهي خمسون في المِيْزان؛ لأَنَّ الحسنةَ بعَشْرِ أَمْثالِها، الصَّلاةُ الواحدةُ عن عَشْرَ صلواتٍ، فهي بالمُضاعفة خمسون صلاةً، وأَمَّا بالعمل فهي خمسُ صلواتٍ في اليوم واللَّيلةِ.

فمَن قال: إِنَّ الصَّلواتِ أَكْثرُ من خمسِ فهو مُبْتَدِعٌ؛ لأَنَّه زاد في الدِّيْن ما ليس منه. ومن قال: إِنَّها أَنْقصُ من الخمس، كما تقوله طائِفةٌ من المُبْتدعة وأَهْلِ الضَّلال إِنَّها ثلاثٌ!

الصَّلواتُ بالكتاب والسُّنَّةِ وإِجْماعِ المسلمين خمسُ صلواتٍ، قال تعالى: ﴿أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا [الإسراء: 78]، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بيَّنها بقوله وبعملِه، ولها أَوْقاتٌ؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103]، أَيْ: مفروضةٌ في أَوْقاتٍ محدَّدةٍ، بيَّنها رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوله وعملِه، لا يجوز إِخْراجُها عن مواقيتها إِلاَّ في حال العذر،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1331)، ومسلم رقم (19).