والصَّلاةُ والسَّلامُ عليهِ، ومَحبَّتُهُ أكثَر
من مَحَبَّةِ النَّفْسِ والمَالِ والأهْلِ والنَّاسِ أجْمعينَ، ومَحبَّةُ أصحابِه
والثّناءُ عليهِم؛ لأنَّهم أصحابُه وأحبابُه، وقدْ أمَرَ صلى الله عليه وسلم
بِمَحَبَّتِهم، ونَهَى عن سَبِّهِم وتنقُّصِهم، وحذَّرَ من ذلكَ.
«أفضلُ المُصْطَفَيْنَ» و«المصطفين»: جمْعُ
مُصْطَفى، وهو المُخْتارُ، والمُرادُ بهِم الرُّسُلِ عليهِم الصَّلاةُ والسَّلامُ؛
لأنَّ اللهَ اصْطفاهُم، يعْني: اخْتارَهم على العالَمِ، ومَيَّزَهُم عن غيرِهم
بالرِّسالَةِ.
وأفضَلُ الرُّسُلِ
هو مُحمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ
فَخْرَ» ([1])، فهُو أفْضَلُ
الرُّسُلِ.
واختُصَّ صلى الله
عليه وسلم مِن بَيْنِ الرُّسُلِ بخَصائِصَ كثيرَةٍ منْها:
أنَّ كلَّ رسولٍ
يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خاصَّةً، أمَّا هذا الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم فإنَّه
بُعِثَ إلى النَّاسِ عامَّةً.
ومنها أنَّ اللهَ
جَعَلَ له الأرْضَ مَسْجدًا وطَهُورًا، أمَّا غيرُه منَ الأُمَمِ فإنَّما
يُصَلُّون في كَنَائِسِهم ومَحَلِّ تَعَبُّداتِهم.
وأُحِلَّتْ له صلى
الله عليه وسلم المَغانِم الَّتي تُؤخَذُ في الجِهادِ، ولمْ تُحلَّ لأحَدٍ قبْلَهُ.
فلذلكَ صارَ أفْضَلَ المُصْطَفيْنَ، يعنِي الرُّسل عليهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4308)، وأحمد رقم (15)، والطبراني في «الأوسط» رقم (5082).