×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وعلى آله وأصحابه.

****

و«محمَّدٍ» من أسْمائِه صلى الله عليه وسلم، فلَهُ أسماءٌ كثيرةٌ، منْها: «أحْمدُ»، كما قالَ تعَالى عن عِيسى عليه السلام: ﴿وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ [الصف: 6].

«وعلى آلِه»، الآلُ ([1]): يُرادُ بهِم أَتْبَاعُه صلى الله عليه وسلم سَواءٌ مِن قَرَابَتِه أو مِن غيرِ قَرابَتِه، فكلُّ مَنِ اتّبَعَ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم فهُو من آلِه، كما قالَ اللهُ جل وعلا: ﴿أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ [غافر: 46] يعني: أتباعَ فِرْعونَ.

ويُرادُ بهِم قَرابَةُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وأهْلُ بيْتِه خاصَّةً، والمُرادُ بِهِم هنا: الأَتْباعُ، ويَدْخُلُ فيهِم من بابِ أوْلى أهْلُ بيْتِه صلى الله عليه وسلم، فكَلِمَةُ الآلِ شامِلةٌ لأهْلِ بيْتِه، وشامِلَةٌ لأتْباعِه منْ غيرِ أهْلِ بيْتِهِ من جميعِ الأُمَّةِ إلى أن تقُومَ السَّاعَةُ، هذا هو التَّفْسيرُ الصَّحيحُ.

«وأصحابِه» عَطَفَ الأصْحابَ - معَ أنَّ الأصْحابَ داخِلُونَ في الآلِ على هذا التَّفْسيرِ - مِن عَطْفِ الخَاصِّ على العَامِّ؛ لأجْلِ الاهتمامِ بهِم، كما قالَ تَعالى: ﴿مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ [البقرة: 98]، فالملائِكَةُ يَدخُلُ فيهِم جِبريلُ ومِيكالُ، لكنَّه نصَّ على هذَيْنِ الاثنيْنِ من بابِ الاهْتمامِ بهِما؛ ولأنَّ اليَهودَ يقولونَ: إنَّ جِبرِيلَ هُو عَدُوُّنَا، ولو كانَ الَّذي ينزِلُ على محمَّدٍ غيرُ جبريلَ لآمَنَّا به([2])[ABC1] .قال اللهُ جل وعلا: ﴿قُلۡ مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ ٩٧ مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 97- 98].


الشرح

([1]) انظر: «الصحاح» للجوهري (4/ 1627).

([2])انظر: «مجموع الفتاوى» (10/ 149).