×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

الثَّالثة: أنَّه على القَوْلِ الرَّاجِحِ بالدَّليلِ في مَذْهَبِ أحمَدَ، وهذا ممَّا يُوجِدُ الثِّقَةَ به، إذا عَلِمَ طالِبُ العِلْمِ أنَّ هذا هو القَوْلُ الرَّاجِحُ اطْمَأَنَّ إليهِ.

الرَّابعة: أنَّه حَذَفَ المَسائِلَ النَّادِرَةَ، واستَبْدَلَ بها المَسائِلَ الكَثيرَةَ الوُقوع، وهذا ممَّا يُرَغِّبُ في هذا المُختصَرِ؛ لأنَّه يَعْتَني بالمَسائِلِ الَّتي تَقَعُ في دُنْيا النَّاسِ وحاجَةِ النَّاسِ، ويَتْرُكُ المسائِلَ النَّادِرةَ الوُقوع؛ لأنَّها لا يحتاجُها النَّاسُ، ومَحَلُّها في المُطَوَّلاتِ.

الخامِسةُ: أنَّه معَ صغَرِ حجْمِه وقلَّةِ أوْراقِهِ حَوَى ما تَحْوِيهِ الكُتُبُ المُطَوَّلَةُ، فإذا قَرَأْتَه صارَ عندَكَ حَصِيلةٌ تستطِيعُ بها أن تَصْعَدَ إلى الكُتُبِ المُطَوَّلَةِ؛ لأنَّ الكُتُبَ المُطَوَّلةَ شرْحٌ لهذِه الأقْوالِ الَّتي ذَكَرَها في هذا المُختصَرِ، فيكون مَعَكَ أصْلٌ تَبْنِي عليه، لِمُطالَعَةِ المُطوَّلاتِ.

هذه مَيزاتٌ خمْسٌ، ذَكَرَها رحمه الله في هذا المُخْتصَرِ، وهيَ فِعْلاً مَيْزاتٌ صحيحةٌ.

ثمَّ خَتَمَ المُقدِّمَةَ بهذهِ الكلمَةِ العظيمَةِ «لاَ حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ» بهاتيْنِ الكَلِمَتيْنِ، ومعناهُ: لا تحوُّلٌ منْ حالٍ إلى حالٍ إلاَّ باللهِ سُبحانَه، وبإِعانَةِ اللهِ لا يستطيعُ أن يَتَحوَّلَ من جاهِلٍ إلى عالِمٍ إلاَّ بتوفيقِ اللهِ، ولا يَستطيعُ أن يتحوَّلَ منْ فقيرٍ إلى غنِيٍّ إلاَّ بتَوْفيقِ اللهِ، ولا يَسْتطيعُ أن يتحوَّلَ من مَريضٍ إلى صَحيحٍ إلاَّ بتَوْفيقِ اللهِ وقُدْرَةِ اللهِ سبحانه وتعالى، فهذا فيهِ البَرَاءَةُ منَ الحَوْلِ والقُوَّةِ، وإسنادُ ذلكَ إلى اللهِ سبحانه وتعالى.

والكَلِمَةُ الثَّانيةُ: «هُوَ حَسْبُنَا ونِعْمَ الوَكِيلُ» «حسْبنا» يعني: كافِينا، و«نِعْمَ الوَكيلُ» أي: المَوكُولُ إليهِ جميعُ أمورِنا.


الشرح