×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وإن بَلَغَ قلُّتَيْنِ- وهو الكَثيرُ- وهمَا خُمسمائَةُ رطْلٍ عِراقِيٍّ تقْريبًا، فخالَطَتْهُ نَجاسَةٌ غيرُ بوْلِ آدمِيّ أو عَذِرَتْهِ المَانِعَةِ فلمْ تُغَيِّرْهُ، أو خالَطَهُ البَوْلُ أو العَذِرَة ويَشُقُّ نَزْحُه كماءِ مَصانِعِ طريقِ مكَّةَ فطَهورٌ.

****

وقوله: «كتَجْديدِ وُضوءٍ» معناهُ أنْ تُصَلِّيَ بالوُضوءِ، ثمَّ تُريدُ أن تُصَلِّيَ مرَّةً ثانيَةً؛ فإنَّه يُسْتَحبُّ لك تَجديدُ الوُضوءِ؛ لأنَّ الوُضوءَ الأوَّلَ قِد اسْتُعْمِلَ في عِبادَةٍ.

وقولُه: «وغُسْلِ جُمعةٍ» أي: ما استُعْمِلَ في غُسْلِ الجُمعَةِ فإنَّه يُكْرَهُ التَّطَهُّرُ بهِ مرَّةً ثانيَةً؛ لأنَّه استُعْمِلَ في عبادَةٍ.

«وإن بَلَغَ قُلّتَيْنِ - وهُو الكثيرُ - وهُما خَمسمائَةُ رِطْلٍ عِراقِيٍّ تقْريبًا، فخالَطَتْهُ نجاسَةُ غيرُ بوْلٍ آدَمِيٍّ أو عَذِرَتِهِ المائعَةِ فلم يَتغَيَّرْ» إذا كانَ الماءُ كثيرًا، وهُو ما يَزيدُ على القُلَّتيْنِ - والقُلَّتانِ يأتي بَيانُهُما - وسَقَطَتْ فيهِ نجاسَةٌ ولم تُؤَثِّرْ فيه، أي: لم يتَغَيَّرْ لَوْنُه، ولا طَعْمُه، ولا رِيحُه؛ فإنَّه يَبقَى طَهورًا؛ لأنَّ النَّجاسَةَ لم تُؤَثِّرْ فيه، وهو كَثيرٌ يَتَغلَّبُ عليها، وتَتلاشَى فيهِ.

إلا إذا كانَتْ هذهِ النَّجاسَةُ بَوْلَ آدَمِيٍّ، أو عَذِرَةَ ([1]) آدَمِيٍّ؛ فإنَّها تُؤثِّرُ فيه ولو كان كثيرًا؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أن يَبولَ الرَّجُلُ في الماءِ الدَّائمِ الَّذي لا يَجْري، ثمَّ يَغْتَسِلُ فيه ([2]).


الشرح

([1])العذرة: الغائط. «لسان العرب» (4/ 554).

([2])أخرجه: البخاري رقم (236)، ومسلم رقم (282).