×
الشرح المختصر على متن زاد المستقنع الجزء الأول

وتُباحُ آنيَةُ الكفَّارِ، ولو لمْ تَحِلَّ ذبائِحُهُم، وثِيابُهُم؛ إنْ جُهِلَ حَالُها.

****

«وتُباحُ آنيَةُ الكفّارِ، ولو لمْ تَحِلَّ ذَبائِحُهُم، وثِيابُهم» لمَّا انتَهَى من بَيانِ ما يُباحُ منَ الأوَانِي وما يَحْرُمُ، انتَقَلَ إلى نَوْعٍ ثانٍ منَ الأوَانِي، وهُوَ آنِيَةُ الكفَّارِ، فهَلْ يُباحُ للمُسلمينَ أن يَسْتَعْمِلُوهَا؟

نعم يُباحُ؛ لأنَّ الأصْلَ فيها الإباحَةُ، وما زَالَ المُسلمونَ في المَغازِي يَسْتَوْلُونَ علَى أثاثِ الكفَّارِ وفيهِ الأَوَاني ويَسْتَعْمِلُونَها، وكذلكَ مازالَ المُسلمونَ يَسْتَوْردُونَ منَ الكفَّارِ الأوَاني والمَصْنوعاتِ والثِّيابَ، ولا ذُكِرَ أنَّهم يَغْسِلُونها، وكذلكَ ما ذُكِرَ أنَّ المُسلمينَ إذَا اسْتَوْلَوْا على مَلابسِ الكفَّارِ أنَّهم يَغْسِلونَها إلاَّ إذا كانَ فيها نَجاسَةٌ.

فيجوزُ للمُسلمينَ أن يَلْبَسُوها وأنْ يَسْتَعْمِلوهَا؛ لأنَّ الأصْلَ الإباحَةُ، ولأنَّ بَدَنَ الآدَمِيِّ - سَواءٌ كانَ مُسْلمًا أو كافرًا - طاهِرٌ، وما انفَصَلَ منْه منْ عَرَقٍ، أو رِيقٍ، أو شَعَرٍ، أو سِنٍّ، أو ظُفْرٍ؛ فإنَّه طاهِرٌ، وإنَّما نَجاسَةُ الكافِرِ نَجاسَةٌ مَعْنويَّةٌ وهيَ نجاسَةُ الشِّرْكِ، لا نجاسَةٌ حسِّيَّةٌ.

فتُباحُ مَلابِسُهم «إنْ جُهِلَ حالُها»؛ لأنَّ الأصلَ الطَّهارَةُ، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، في بَعْضِ أسْفارِه توَضَّأَ منْ مَزادَةِ امرَأةٍ مُشْرِكةٍ، فتُباحُ آنيَةُ الكفَّارِ مُطْلقًا ولو كانوا ممّن لا تَحِلُّ ذَبائِحُهم، كاليَهودِ والنَّصارَى.


الشرح